انتشر مقطع فيديو لافت يظهر لحظة أسر القوات الفنزويلية لجنديين سابقين خدما في القوات الخاصة الأمريكية، بعد ما يقول مسؤولون إنه محاولة انقلاب للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
300 مرتزقة للإطاحة بمادورو: حسب ما نقلته صحيفة New York Post الأمريكية، الثلاثاء 5 مايو/أيار 2020، تظهر اللقطات لوك دينمان، يبلغ من العمر 34 عاماً، وأيران بيري، 41 عاماً، وأيديهما مرفوعة في الهواء في مدينة لا غويرا الساحلية، وهما يمشيان في استسلام إلى الشاطئ تحت تهديد السلاح.
ثم يجبر الجنديان على الاستلقاء على الأرض مع ستة رجال آخرين –يُعتقد أنهم من بين 300 من المرتزقة الذين جُندوا في كولومبيا لتنفيذ محاولة الانقلاب التي فشلت.
هذا وقد أعلن الجندي السابق بالقوات الخاصة الأمريكية، جوردان جوردو، مسؤوليته عن تنظيم محاولة الانقلاب، التي أطلق عليها "عملية جدعون"، وقال إنها هدفت إلى القبض على مادورو و"تحرير" الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. وقال التقرير إن كلاً من دينمان وبيري خدما في أفغانستان.
مادورو يشير إلى واشنطن: على الجهة الأخرى، كان مادورو قد سارع بإلقاء اللوم على الحكومة الأمريكية في الهجوم الفاشل.
إذ قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم الاثنين 4 مايو/أيار، إن السلطات ألقت القبض على أمريكيين يعملان مع عسكري أمريكي من قدامى المحاربين أعلن مسؤوليته عن محاولة توغل مسلح فاشلة في البلد المنتج للنفط، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
في كلمة نقلها التلفزيون، قال مادورو إن السلطات اعتقلت 13 "إرهابياً" يوم الإثنين، لأنهم تورطوا في مخطط قال إنه كان بالتنسيق مع واشنطن لدخول فنزويلا عبر ساحل البحر الكاريبي والإطاحة به. وأعلنت سلطات فنزويلا مقتل ثمانية أشخاص في محاولة التوغل الفاشلة يوم الأحد.
عرض مادورو جوازي سفر وبطاقات هوية أخرى وقال إنها تخص الأمريكيين أيران بيري ولوك دنمان اللذين قال إنهما محتجزان وكانا يعملان مع جوردان جودرو وهو أحد العسكريين الأمريكيين المخضرمين ويرأس شركة أمنية مقرها فلوريدا تُدعى سيلفركورب يو إس إيه.
ترامب ينفي مسؤولية بلاده: كانت فنزويلا قد دخلت في حالة من الفوضى تحت قيادة مادورو، إذ تعرضت البلاد لأزمة اقتصادية فادحة أجبرت ما يقرب من 5 ملايين من سكانها على الفرار منها.
بينما لم يخف البيت الأبيض أنه يرغب في رؤية نهاية مادورو، الذي وجهت إليه أخيراً اتهامات في الولايات المتحدة بأنه مهرب مخدرات، وعُرضت مكافأة قدرها 15 مليون دولار لاعتقاله.
ومع ذلك، فإن ترامب نفى أي تورط له في الهجوم الفاشل يوم الثلاثاء. وأضاف ترامب قائلاً: "سنتحرى ما حدث. لقد سمعنا للتو عن ذلك. لكن الأمر لا علاقة له بحكومتنا".
ماذا عن المعارضة؟ كان جودرو، الذي يدعي أن الهجوم مدعوم من ملياردير أمريكي، يخطط له منذ شهور، وأخبر وكالة Associated Press أنه كان قد عقد صفقة مع زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو للإطاحة بمادورو، وهو أمر ينكره غوايدو.
كما شكك زعيم المعارضة خوان غوايدو في رواية الحكومة لما حدث يوم الأحد وأصر على أن مادورو يسعى لصرف الانتباه عن مشاكل أخرى وقعت في الأيام القليلة الماضية ومنها أعمال شغب دامية في سجن ومعركة عنيفة مع عصابة في كراكاس.
فيما نفى فريق الاتصالات التابع لغوايدو، الإثنين، تقارير إعلامية أفادت بأن غوايدو كلف سيلفركورب بإزاحة مادورو عن السلطة بالقوة، مضيفاً أن زعيم المعارضة وحلفاءه "ليست لهم علاقة بتصرفات شركة سيلفركورب وليسوا مسؤولين عنها".