قال رامي مخلوف، الملياردير السوري وابن خال رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، الأحد 3 مايو/أيار 2020، إن قوات الأمن التابعة للنظام بدأت في اعتقال موظفين بشركاته المختلفة، فيما وصفه بأنه زيادة للضغوط عليه بعد أيام من مطالبة النظام له بدفع ضرائب ضخمة.
ظهور ثانٍ لمخلوف: تصريحات مخلوف الجديدة جاءت في فيديو ثانٍ له نشره خلال أيام، حيث كان ظهوره نادراً بسوريا، وقال مخلوف في تسجيل، الأحد: "اليوم بدأت الضغوطات بطريقة غير مقبولة وغير إنسانية، وبدأت الأجهزة الأمنية تعتقل موظفينا".
تساءل مخلوف في مقطع الفيديو: "هل كان أحد يتوقع أن تأتي الأجهزة الأمنية إلى شركات رامي مخلوف، اكبر داعم وأكبر خادم وراعٍ لهذه الأجهزة في أثناء الحرب؟ للأسف بدأت الأمور تنقلب بطريقة مختلفة".
أضاف الرجل الذي يُعد ركناً رئيسياً من أركان النظام قبل خلافه مع عائلة الأسد: "هل تعتقدون أن الفيديوهات التي خرجت بها سابقاً كانت مزحة أو لعبة؟ لا توجد لعبة، إنها مخاطرة كبيرة (…)".
تحدَّث مخلوف عن تلقيه طلبات قال إنه "لا يمكن تلبيتها"، مضيفاً: "طُلب مني اليوم الابتعاد عن الشركات، وأن أُنفذ تعليمات وأنا مغمض العينين، وبدأت الضغوطات بسحب الموظفين والمديرين، هذا ظلم واستخدام سلطة في غير محلها".
مخلوف وجَّه حديثه في الفيديو إلى الأسد، وقال إن مسؤولين بالنظام خيَّروه بين "التنازل، أو سجن كل جماعته".
"لا تنازل": مخلوف صعّد من لهجته الخطابية لنظام الأسد عندما قال إن مطالبته للأسد في الفيديو السابق بالتدخل، كان هدفها "وضع حد للتدخلات المحيطة حول صاحب القرار، لأنها أصبحت لا تطاق ولا تُحتمل، ووصلت لدرجة مقرفة وخطرة".
أضاف أن ما يفعله النظام هو اعتداء على ملكية الغير، وشدد على أنه لن يتنازل عن أي شيء موجود لديه، مشيراً إلى أن "أياماً صعبةً ستأتي، بل بدأت، وأناشد الرئيس مرة أخرى، الأجهزة الأمنية بدأت تتعدى على الناس".
أقسم مخلوف قائلاً: "الوضع صعب، الوضع خطر، والله لو استمررنا بهذه الحالة، والله وضعنا ووضع البلد صعب، وسيكون هناك عقاب إلهي حتمي"، وفق تعبيره.
ختم مخلوف حديثه بالقول إن النظام يضغط عليه "لكنه لن يتنازل"، مضيفاً: "أنا موجود، ومن يريد أن يتعدى عليّ فلا حول ولا قوة إلا بالله".
إمبراطور المال في خطر: مخلوف هو ابن خال الأسد ويعتبر بشكل كبير جزءاً من الدائرة الداخلية للرئيس، ولديه إمبراطورية أعمال تتنوع من الاتصالات وحتى العقارات والمقاولات وتجارة النفط. ويقول مسؤولون غربيون إنه لعب دوراً كبيراً في تمويل الأسد خلال الحرب.
تُعد محاسبة مخلوف والتضييق عليه من أكبر التحولات بالنسبة للملياردير الذي يسيطر على 60% من الاقتصاد السوري، فهو شخص يمثّل واحداً من أقوى رجالات النظام في سوريا منذ ما قبل الثورة في عام 2011 وحتى بعد اندلاعها.
تحمل الفيديوهات التي يخرج بها مخلوف رسالة واضحة بأن الملياردير لا يتواصل في الوقت الحالي مع الأسد، وهو ما دفعه للخروج عبر وسائل التواصل والتحدث مباشرة لرئيس النظام، كما أنه يعكس عمق الخلاف بينه وبين العائلة الحاكمة، وسط الحديث عن خلاف مباشر بين مخلوف وأسماء الأسد.
ليس واضحاً بعد أين يمكن أن يفضي الخلاف الذي أخرجه مخلوف إلى السطح، وما إذا كان إجباره على دفع أموال ضخمة للنظام نهاية لمرحلة التوتر، أم بداية مرحلة لتصعيد جديد داخل عائلة الأسد.
لكن في كلتا الحالتين يرى سوريون أن خروج مخلوف مثّل مفاجأة لم تكن متوقعة؛ نظراً لمدى الدعم الذي قدمه الأسد لمخلوف منذ توليه الحكم عام 2000 وغضّ الطرف عنه للاستئثار بالاقتصاد السوري وإقصاء أي منافس له.