أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسافر إلى كامب ديفيد المنتجع الرئاسي بولاية ماريلاند الجمعة 1 مايو/أيار، وهي المرة الأولى التي يغادر فيها مجمع البيت الأبيض منذ أكثر من شهر في الوقت الذي يستعد فيه لاستئناف السفر كجزءٍ من استراتيجيته لإعادة فتح البلاد من إجراءات الإغلاق المُصمَّمة لاحتواء فيروس كورونا المُستجَد.
كان ترامب قد أعلن منذ أسبوعين إرشادات للولايات من أجل إعادة فتح الأعمال والحياة اليومية على مراحل، في حين انتهت استراتيجية الرئيس الأمريكي "30 يوماً لإبطاء الانتشار" ليلة أمس الخميس.
الرئيس كان قد غادر البيت الأبيض في 28 مارس/آذار حين سافر لولاية فيرجينيا ليودِّع سفينةً طبية تابعة للبحرية قبيل إبحارها إلى نيويورك. وأبحرت السفينة بعد استقرار الحالات المُصابة بالفيروس على متنها.
من غير الواضح إلى متى سيمكث ترامب في كامب ديفيد لكنه سوف يسافر الأسبوع المقبل إلى ولاية أريزونا، التي تشهد حالةً حرجة من الإصابات بالفيروس، حيث يخطِّط الرئيس لزيارة مصنعٍ لشركة Honeywell International Inc يقوم بتصنيع إمدادات طبية من أجل مكافحة الجائحة.
حتى الخميس سجلت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها 1031659 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، بزيادة 26512 حالة عن الإحصاء السابق، وقالت إن عدد الوفيات زاد بواقع 2552 إلى 60057.
ولا تعكس أرقام المراكز بالضرورة الحالات المسجلة في كل ولاية وفق تقرير رويترز.
ترامب: لديَّ أدلة تُدين المعهد الصيني
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، اتهاماته للصين بشأن نشر كورونا، إذ قال الرئيس إنه واثق من أن الفيروس نشأ في معمل صيني للفيروسات، لكنه امتنع عن الكشف عن الأدلة، وتأتي اتهامات ترامب بعد أن نشرت الاستخبارات الوطنية الأمريكية بياناً يستبعد أن يكون الفيروس من صنع البشر.
أدلة يرفض ترامب كشفها: ترامب سُئل في البيت الأبيض عما إذا كان قد رأى أدلة أعطته "قدراً عالياً من الثقة" في أن الفيروس قد جاء من معهد ووهان لعلم الفيروسات، أجاب الرئيس قائلاً: "نعم، نعم رأيت"، لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل، وقال: "لا يمكنني إبلاغك بها، غير مسموح لي بأن أبلغك بها".
كما عبّر الرئيس الجمهوري عن خيبة أمل متزايدة في الأسابيع القليلة الماضية تجاه الصين بسبب الوباء الذي أودى بأرواح عشرات الآلاف في الولايات المتحدة وحدها، وسبب انكماشاً اقتصادياً، كما يهدد فرصه في الفوز بولاية جديدة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
الاستخبارات الأمريكية تقول عكس ذلك!: يأتي هذا في وقت استبعدت فيه مديرية الاستخبارات الوطنية الأمريكية في وقت سابق، أن يكون فيروس كورونا من صنع البشر، أو تم تعديل جيناته الوراثية من أجل الفتك بصحة الآلاف عبر العالم، وذلك وفق بيان لمديرية الاستخبارات الأمريكية.
هذا البيان يأتي بعد ساعات من إصدار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر للاستخبارات المركزية في البلاد، من أجل "التحقيق" بدقة في الفيروس، وفيما "إذا كانت الصين ومنظمة الصحة العالمية قد أخفتا معلومات عن واشنطن والعالم بخصوص هذا الوباء".
معهد ووهان يرفض الاتهامات: فيما رفض معهد ووهان لعلم الفيروسات الصيني الذي تدعمه الدولة تلك المزاعم. كما قلل مسؤولون أمريكيون آخرون من شأن ذلك الاحتمال.
معظم الخبراء يعتقدون أن الفيروس نشأ في سوق لبيع الحيوانات البرية في ووهان وانتقل من الحيوانات إلى البشر.
تحرُّك قضائي ضد الصين: ولاية ميسوري الأمريكية لم تكتفِ باتهام الصين بنشر الفيروس، بل رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية، والحزب الشيوعي الصيني، بتهمة "إخفاء المعلومات، وعدم فعل ما يكفي لمنع تفشي الفيروس".
بالإضافة إلى أمريكا وأستراليا، قالت بريطانيا إن "على الصين الإجابة عن أسئلة صعبة عن كيفية ظهور فيروس كورونا، وما إذا كان في الإمكان منع ظهوره".
كذلك انضمت فرنسا إلى قائمة الدول الضاغطة على الصين، وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "هناك بعض الغموض في إدارة الصين للوباء (…) هناك أمور جرت ولا نعرفها على ما يبدو".
واشنطن مصرة على اتهاماتها: في وقت سابق وجّه الرئيس الأمريكي اتهاماً آخر للصين وقال إنه كان بوسعها وقف فيروس كورونا قبل أن يجتاح الكوكب، مشيراً إلى أن بلاده تُجري تحقيقات في الأمر، كما لمّح إلى احتمال أن تطالب بلاده بكين بدفع تعويض مادي كعقاب على "دورها" بنشر الفيروس.
ضغوط على الصين: على الرغم من أنه حتى الآن لم يتوصل العلماء بشكل قطعي إلى معرفة أصل الفيروس، فإن ترجيحات تشير إلى تسربه من سوق لبيع الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية، والتي مثلت البؤرة الأولى في العالم لانتشار الفيروس.
زاد من الاتهامات والضغوط على الصين ما ذكرته تقارير وسائل إعلام غربية، ومن بينها صحيفة واشنطن بوست، عندما تحدّثت عن تحذيرات من مسؤولين.