قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اتفاقه التجاري مع الصين، الذي جرى التوصل إليه بصعوبة كبيرة، أصبح الآن ذا أهمية ثانوية بالنسبة إلى جائحة فيروس كورونا، مهدداً بفرض رسوم جديدة على بكين، في الوقت الذي تصيغ فيه إدارته تدابير رداً على التفشي.
ترامب أوضح أن مخاوفه بشأن دور الصين في نشأة وانتشار فيروس كورونا تحظى بأولوية في الوقت الحالي على جهوده للبناء على اتفاق تجاري أولي مع بكين هيمن لفترة طويلة على تعاملاته مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ترامب قال للصحفيين: "وقعنا اتفاقاً تجارياً حيث من المفترض أن يشتروا، وهم يشترون الكثير، في الواقع. لكن ذلك أصبح الآن أمراً ثانوياً بالنسبة لما حدث مع الفيروس". وأضاف: "وضع الفيروس ليس مقبولاً تماماً".
ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن تدرس وقف سداد مدفوعات عن التزامات ديونها للصين كوسيلة لعقاب بكين، قال ترامب: "حسناً، يمكنني أن أقوم بالأمر بشكل مختلف. يمكنني أن أقوم بالشيء نفسه، لكن حتى مقابل المزيد من المال، فقط عبر وضع رسوم. لذا لست مضطراً لفعل بذلك".
إجراءات ضد الصين: فيما قال مسؤولان أمريكيان تحدثا لوكالة رويترز الأمريكية بشرط عدم نشر اسميهما إن نطاقاً من الخيارات ضد الصين يخضع للنقاش، لكنهما حذرا من أن تلك الجهود ما زالت في المراحل الأولية.
كما كشف أحد المصدرين أن "هناك نقاشاً بشأن مدى صعوبة توجيه ضربة للصين وكيفية معايرتها بشكل صحيح" في الوقت الذي تسير فيه واشنطن على حبل مشدود في علاقاتها مع بكين بينما تستورد منها معدات الوقاية الشخصية وينتابها القلق إزاء الإضرار باتفاق تجاري حساس.
واشنطن محبطة من بكين: كما تعكس زيادة حدة تصريحات ترامب ضد الصين تنامي إحباطه تجاه بكين بشأن الجائحة، التي كلفت الولايات المتحدة وحدها حياة عشرات الآلاف، وتسببت في انكماش اقتصادي وتهدد فرص إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد ذكرت، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، نقلاً عن مصدرين على علم بالمناقشات الداخلية، أن بعض المسؤولين يبحثون فكرة إلغاء بعض الديون الأمريكية الهائلة التي تحوزها الصين كوسيلة لتوجيه ضربة لبكين بسبب نقص ملحوظ في صراحتها بشأن جائحة كوفيد-19.
فيما نفى أكبر مستشار اقتصادي لترامب التقرير، وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لوكالة رويترز: "الإيمان وجدارة الثقة الكاملة لالتزامات الدين الأمريكي أمر مقدس".
اتهامات للصين: يأتي هذا بعد أن جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، اتهاماته للصين بشأن نشر كورونا، إذ قال الرئيس إنه واثق من أن الفيروس ربما نشأ في معمل صيني للفيروسات، لكنه امتنع عن الكشف عن الأدلة، فيما يزيد التوتر مع بكين بشأن منشأ المرض الفتاك.
تحرُّك قضائي ضد الصين: ولاية ميسوري الأمريكية لم تكتفِ باتهام الصين بنشر الفيروس، بل رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية، والحزب الشيوعي الصيني، بتهمة "إخفاء المعلومات، وعدم فعل ما يكفي لمنع تفشي الفيروس".
بالإضافة إلى أمريكا وأستراليا، قالت بريطانيا إن "على الصين الإجابة عن أسئلة صعبة عن كيفية ظهور فيروس كورونا، وما إذا كان في الإمكان منع ظهوره".
كذلك انضمت فرنسا إلى قائمة الدول الضاغطة على الصين، وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "هناك بعض الغموض في إدارة الصين للوباء (…) هناك أمور جرت ولا نعرفها على ما يبدو".