لجأت قوات الشرطة في ولاية نيويورك الأمريكية إلى تفريق حشد كبير من اليهود المتشددين الذين أصروا على المشاركة في جنازة حاخام يهودي توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ما اضطر حاكم الولاية إلى سحب تصريحات رسمية سبق أن أصدرها لهم بالتجمع.
مفوض شرطة المدينة، ديرموت شيا، قال في مؤتمر صحفي، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، إن أوامر استدعاء صدرت بحق نحو 12 شخصاً؛ لارتكابهم مخالفات مختلفة خلال التجمع في بروكلين مساء الثلاثاء، والذي يقدَّر أنه "جمع آلاف الأشخاص في كتلة واحدة".
تمديد البقاء في المنازل: تزايد نسبة الإصابة والوفيات في الولاية خلال الأسابيع الماضية، دفع حاكم الولاية، آندرو كومو، إلى القول إنه من المحتمل أن يتم تمديد أمر البقاء في المنازل إلى ما بعد 15 مايو/أيار، في أجزاء كثيرة من الولاية، ولكن يمكن تخفيف القيود في بعض الأجزاء إذا كانت لديها سعة كافية في المستشفيات وتفي بمعايير أخرى.
فيما أضاف كومو في إفادة يومية، أن 337 من سكان نيويورك لقوا حتفهم في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بسبب كوفيد-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد، بانخفاض عن 367 في اليوم السابق، وهو أدنى عدد للوفيات اليومية منذ 30 مارس/آذار.
تفريق المظاهرة: من جانبه أشرف عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، شخصياً على عملية تفريق المتجمعين من أتباع طائفة الحاسيديم بحي وليامزبرج في بروكلين، الذين احتشدوا في وقت متأخر من الثلاثاء؛ لتشييع جنازة الحاخام حاييم ميرتز، الذي توفي متأثراً بمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
حيث قال ميتشل سيلبر المدير التنفيذي في مبادرة الأمن المجتمعي، وهو برنامج لحماية المؤسسات اليهودية، إن طائفة يهودية شاركت مع الشرطة في وضع خطة لغلق الشوارع؛ من أجل إلزام الجنازة بقيود التباعد الاجتماعي.
وقال إن الطائفة المنتمي لها الحاخام والشرطة كلتيهما فوجئت بعدد الذين حضروا.
اتهامات لأوروبا: وسبق أن أشار آندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأمريكية، الجمعة، إلى بحث يفيد بأن سلالات فيروس كورونا المستجد دخلت الولاية من أوروبا وليس من الصين، وقال إن القيود على السفر التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاءت متأخرة للغاية؛ وبالتالي لم توقف انتشار المرض في الولايات الأمريكية.
أضاف أنه يعتقد أن إيطاليا هي المصدر المرجَّح للمرض.
مأساة نيويورك: وسبق أن أشار تقرير نشرته قناة "الحرة" الأمريكية، إلى أنه في 11 سبتمبر/أيلول 2001، انهار برجا مركز التجارة العالمي في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، في أكثر عملية "إرهابية دموية" بالتاريخ، أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص، وجعلت سكان نيويورك يشعرون بأنهم "فقدوا حصانتهم".
بعد نحو عشرين عاماً على هذا المشهد الكارثي، يبدو أن فيروس كورونا المستجد الذي يتفشى في العاصمة الاقتصادية الأمريكية أكثر من أي مدينة أخرى في العالم مع تسجيل أكثر من 15 ألف وفاة مؤكدة أو مرجحة بالوباء، أشبه بـ"معاناة جديدة" أو "سرطان بطيء"، بحسب وصف سكان نيويورك الذين عاشوا المأساتين.
تحذيرات مسؤولين: كانت بلدية نيويورك الأمريكية قد حذّرت الجالية اليهودية من انتهاك الإرشادات والتدابير المفروضة للحد من جائحة كورونا.
حيث قال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو، على تويتر: "رسالتي إلى المجتمع اليهودي ولجميع المجتمعات ببساطة: انتهى وقت التحذيرات". وأضاف: "أوعزت إلى شرطة نيويورك بالمضي فوراً في استدعاء أو حتى إلقاء القبض على أولئك الذين يتجمعون في مجموعات كبيرة. إن الأمر يتعلق بوقف الجائحة وإنقاذ الأرواح".
في حين أثارت تغريدة رئيس بلدية نيويورك انتقادات بين أوساط الجالية اليهودية، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
إلى ذلك، لا تزال نيويورك في صدارة الولايات الأمريكية من حيث عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس. وبلغ عدد الإصابات في الولاية 291 ألفاً و996، والوفيات 22 ألفاً و668.
في حين تتصدر الولايات المتحدة قائمة وفيات وإصابات كورونا عالمياً.