سعت الصين إلى منع تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي يقول إن بكين نشرت معلومات مغلوطة عن تفشي جائحة كورونا التي تسببت في قتل ما يقرب من 200 ألف شخص حول العالم، وعلى الرغم من فشل الصين في منع صدور التقرير، فإنها تمكنت من إدخال تعديلات عليه.
تقليل حدة الانتقادات: وكالة رويترز قالت إنها اطلعت على مراسلات دبلوماسية، ونقلت عن 4 مصادر – لم تسمّها – حديثها عن مساعي الصين لمنع صدور التقرير الأوروبي.
لكن في نهاية الأمر، نُشر التقرير، مع إعادة ترتيب أو حذف بعض الانتقادات للحكومة الصينية، في إشارة إلى عملية التوازن التي يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيقها مع تأثير تفشي فيروس كورونا على العلاقات الدولية.
المصادر الدبلوماسية الأربعة التي تحدثت لرويترز قالت إنه "كان من المقرر نشر هذا التقرير مبدئياً في 21 أبريل/نيسان 2020، ولكن تم تأجيله بعد إطلاع المسؤولين الصينيين على تقرير لصحيفة بوليتيكو استعرض بشكل مسبق نتائجه".
رسالة تحذير لأوروبا: كذلك طبقاً لمراسلات دبلوماسية للاتحاد الأوروبي راجعتها رويترز، فقد "اتصل مسؤول صيني كبير بالمسؤولين الأوروبيين في بكين في نفس اليوم كي يبلغهم أنه إذا كان التقرير كما هو موصوف وسينشر اليوم سيكون أمراً سيئاً جداً بالنسبة للتعاون".
نقلت المراسلات عن يانغ شياو قوانغ، المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الصينية، قوله إن نشر التقرير سيجعل بكين "غاضبة جداً"، واتهم المسؤولين الأوروبيين بمحاولة إرضاء "أحد آخر"، وهو شيء فهم دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي بأنه إشارة لواشنطن.
أبرز تعديلات التقرير: تقول المصادر الأربعة إن التقرير أُجل نتيجة لذلك، وأظهرت مقارنة بين نسخة داخلية للتقرير حصلت عليها رويترز، والنسخة النهائية التي نُشرت في ساعة متأخرة من يوم الجمعة 23 أبريل/نيسان 2020 وجود عدة اختلافات.
على سبيل المثال ففي الصفحة الأولى من التقرير الداخلي الذي تقاسمته حكومات الاتحاد الأوروبي في 20 أبريل/نيسان 2020، قالت ذراع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إن "الصين تواصل شن حملة تضليل عالمية للتملص من المسؤولية عن تفشي الجائحة وتحسين صورتها الدولية. وتم انتهاج أساليب علنية وسرية".
يُشار إلى أن وكالة رويترز تحدثت عن أنه لم يتسنّ لها الاتصال بالبعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي للتعليق، كما لم ترد وزارة الخارجية الصينية بشكل فوري على أسئلة أُرسلت عن ذلك.
لكن متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي قالت: "لا نعلق مطلقاً على محتوى أو محتوى مزعوم لاتصالات وتواصل دبلوماسي دولي مع شركائنا من دول أخرى".
انتقادات كثيرة للصين: يأتي تقرير الاتحاد الأوروبي ومساعي الصين لإيقافه، في وقت تتعرض فيه بكين لضغوط من دول عدة حول العالم، تطالبها بمزيد من الشفافية بالتعامل مع فيروس كورونا، وسط اتهامات للصين بأنها أخفت انتشار الفيروس في البداية وتسبب ذلك في انتقاله إلى بقية دول العالم.
كما أن الصين تتعرض لضغوط بسبب توقعات تشير إلى أن فيروس كورونا تسرب من أحد المختبرات الصينية التي تدرس الفيروسات، لكن بكين نفت ذلك، كما أنه لم يتم التوصل حتى الآن لمعرفة أصل نشأة الفيروس، وإن كانت ترجيحات تشير إلى أنه نشأن في سوق لبيع الحيوانات البرية بمدينة ووهان الصينية.