حذرت أبحاث علمية أمريكية، نُشرت الجمعة 24 أبريل/نيسان 2020، من فترة الحضانة التي يقضيها فيروس كورونا داخل جسم الإنسان، مشيرة إلى أن هذه الفترة التي لا يشعر فيها المريض بأي أعراض للمرض تشكل عاملاً مساعداً في انتشار الفيروس لأوسع قدر ممكن من محيط الشخص المريض.
إحدى هذه الدراسات ضمت عينة عشوائية من قرابة الألفي شخص في ولاية فلوريدا، أما الثانية فدرست داراً للمسنين في ولاية واشنطن، بحسب ما أفادت به شبكة CNN الأمريكية.
تجربة عشوائية: مقاطعة "ميامي داد" في ولاية فلوريدا أجرت اختبار أجسام مضادة عشوائياً بين سكان المقاطعة الذين يبلغ عددهم 2.75 مليون نسمة، شارك فيه حوالي 1800 شخص، وفق ما أكده عمدة ميامي كارلوس جيمينيز، الجمعة، أثناء مؤتمره الصحفي.
أشار جيمينيز إلى أن بيانات الاختبار أوضحت أن هناك 6% من المشاركين جاءت نتائجهم إيجابية، أي مصابون بالفيروس، وهي نسبة لو صحت فهذا يعني أن حوالي 165 ألف مقيم في هذه المقاطعة مصاب بكورونا، في الوقت الذي تؤكد فيه أرقام الإدارة الصحية في فلوريدا إصابة 10.701 شخص في هذه المقاطعة.
أضاف جيمينيز أن هذا يعني أن الأرقام الحقيقية لحالات الإصابة بمرض كورونا في مقاطعة "ميامي داد" أكثر بحوالي 16.5 ضِعف من الرقم الوارد في تقارير الولاية.
ووفقاً لجيمينيز، فإن الباحثين الذين أجروا الدراسة متأكدون بنسبة 95% من أن الرقم الحقيقي للأشخاص المصابين في مقاطعة ميامي داد يتراوح بين 4.4% إلى 7.9% أو من 123 ألفاً إلى 221 ألف شخص.
وأضاف جيمينيز أن البيانات توضح أن الأمريكيين الأفارقة ومجتمعات بحر الكاريبي ربما تكون احتمالية إصابتهم بمرض "كوفيد-19" أعلى بمقدار الضعف من المجموعات العرقية الأخرى.
أجرى الدراسة باحثون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وإدارات الصحة بواشنطن ومقاطعة سياتل كينغ.
دار المسنين: في دراسة أخرى نُشرت الجمعة أيضاً في ولاية واشنطن، جاءت نتائج فحوصات الإصابة بفيروس كورونا إيجابية لدى أكثر من نصف المقيمين في دار للمسنين، دون أن يُظهروا أي أعراض للمرض.
لخّص الباحثون في الدراسة التي نُشرت في دورية New England Journal of Medicine العلمية نتيجتهم البحثية بأن "العدوى من النزلاء المصابين بفيروس كورونا الذين لم تظهر عليهم الأعراض أسهمت على الأغلب في الانتشار الشديد والسريع للعدوى بين النزلاء الآخرين والعاملين".
حيث قال الباحثون إنه بعد حوالي 3 أسابيع من التعرف على الحالة الأولى في دار المسنين، أصيب حوالي 64% من النزلاء بالفيروس، ومات واحد من بين كل أربعة مصابين.
وأضاف الباحثون أنه من بين أصحاب النتائج الإيجابية 56% منهم لم يشعروا بالإعياء وقتها، لكن معظمهم ظهرت عليهم الأعراض بعد ذلك، وهو ما يعني أنهم كانوا يحملون المرض في فترة ما قبل الأعراض عندما خضعوا للاختبار، وفقاً لهذه الدراسة.
كما وجد الباحثون في هذه الدراسة أن أكثر من ثلثي المصابين كانوا ينتجون فيروسات حية معدية عندما كانت اختباراتهم إيجابية قبل أن يُظهروا أي أعراض.
كورونا في أمريكا: الولايات المتحدة سجلت رسمياً أول وفاة بالفيروس في نهاية فبراير/شباط، وهي اليوم الدولة الأكثر تضرراً جرّاء الوباء، فقد وصل عدد الإصابات حتى السبت إلى 905 آلاف مصاب، مع قرابة 52 ألف حالة وفاة.