تداول ناشطون على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي حديثاً تليفزيونياً للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، يتحدث فيه عن أهمية الناشط الحقوقي السعودي عبدالله الحامد الذي توفي الجمعة في السجن واصفاً إياه بـ"المبدع الدستوري".
يتحدث خاشقجي في المقطع المصور المأخوذ من مقابلة تلفزيونية سابقة عن ظهور حركة تدعو للملكية الدستورية في السعودية حتى قبل بدء موجة الربيع العربي مطلع عام 2011.
وأضاف خاشقجي أن "أصحاب هذه الحركة الآن في السجن، وفي مقدمتهم الأستاذ عبدالله الحامد، ومعظمهم ممنوعون من السفر".
لفت الصحفي السعودي الذي قُتل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الصاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى أن "هذه الحركة متقدمة جداً، ونحن السعوديون حان الوقت كي نكتشفها".
في المقطع المصور، دعا خاشقجي "كل سعودي أن يدخل صفحة أبوبلال (عبدالله الحامد)، ويقرأ هذا الإبداع الدستوري الذي قدمه لنا".
وأوضح أن "الجميل في هذه الحركة أنها إبداع ليس أجنبياً، ولا فكراً مستورداً أو أوروبياً، إنه من التربة السعودية الإسلامية السلفية الخالصة، وكتبه سعودي خالص".
وشدد على أن "عبدالله الحامد مثقف ومتعلم وخلفيته إسلامية راسخة، ولكن ليست متشددة".
نشاط الحامد: برز الدكتور عبد الله الحامد منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما طالب حينها بـ"ملكية دستورية"، ومن أبرز ما قاله في كتاب "حقوق الإنسان"، عبارة "لا صاحب سمو ولا صاحب دنو في الإسلام".
درَّس الحامد في قسم الشريعة بكلية الشريعة واللغة العربية في القصيم مادة "الثقافة الإسلامية" 15 عاماً، قبل أن يفصل منها عام 1993 لمساهمته في إنشاء لجنة حقوق الإنسان.
اعتُقل بعد ذلك ثلاث مرات، دامت كل منها بضعة أشهر خلال الأعوام 1994، و1995، و1996، ثم اعتُقل في المرة الرابعة عام 2004.
ساهم في تأسيس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية المعروفة اختصاراً باسم "حسم"، والتي يعتبر "الحامد" أحد مؤسسيها، هي جمعية حقوق إنسان غير حكومية سعودية، أسسها عشرة نشطاء حقوقيين وأكاديميين عام 2009، إلى جانب "الحامد" وهم: "محمد فهد القحطاني، وعبد الكريم يوسف الخضر، وعبد الله الحامد، وفهد عبد العزيز العريني، ومحمد حمد المحيسن، ومحمد البجادي، وعيسى حامد الحامد، ومهنا خليف الفالح، وسعود الدغيثر، وفوزان الحربي، وسلمان الرشودي، وموسى القرني، ومنصور العودة".
وكان أول ظهور بارز للجمعية عقب السيول التي شهدتها مدينة جدة في 2009، وأصدرت وقتها بياناً أدانت فيه ما سمته "الفساد السياسي"، داعيةً ملك البلاد إلى تشكيل برلمان منتخب بصلاحيات أكبر تمكنه من حساب المسؤولين.
وفاة الحامد: صباح الجمعة، أكدت مصادر حقوقية وناشطون سعوديون وفاة الناشط الحقوقي والأكاديمي عبدالله الحامد (69 عاماً) في أحد سجون المملكة جراء "الإهمال الطبي المتعمد"، حسب ما أفادت وكالة الأناضول.
والحامد هو مؤسس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، وأحد أبرز الوجوه الداعية للإصلاح بالمملكة، أوقفته السلطات في مارس/آذار 2013، وحكمت عليه بالسجن 11 عاماً، دون توضيح سبب الحكم، وفق منظمة القسط لحقوق الإنسان السعودية (غير حكومية تعمل بالخارج).
وأكدت المنظمة في بيان سابق لها أن "الحامد أحد أبرز المعتقلين السياسيين في السعودية يعاني من وضع صحي متدهور، منذ أكثر من 3 أشهر ولم تقبل السلطات الإفراج عنه رغم سنه الذي شارف الـ70 عاماً".