نشر الادعاء العام التركي، الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020، لائحة الاتهامات الكاملة للمتهمين في تخطيط وتنفيذ عملية قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وكشف صوراً له تظهر للمرة الأولى عندما كان يهم بالدخول إلى مبنى القنصلية.
صور جديدة: من بين ما تضمنته لائحة الادعاء العام التركي، صوراً جديدة لخاشقجي عرضتها وسائل إعلام تركية في فيديو، وكان خاشقجي يرتدي كنزة صفراء اللون، وتظهر فيها أيضاً خطيبته التركية خديجة جنكيز التي كانت تنتظره قرب باب القنصلية.
يعود تاريخ ظهور خاشقجي بالكنزة صفراء اللون إلى يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2018، بحسب ما أظهره التاريخ المذكور بالفيديو، أي قبل 4 أيام من مقتله في القنصلية، وكانت الأخيرة قد طلبت منه أوراقاً لإكمال معاملة زواجه من خطيبته التركية خديجة، لذلك كان قد تردد مراراً إلى القنصلية.
كذلك أظهرت صورة أخرى خاشقجي وقد وصل إلى مقر القنصلية بعدما استقل التاكسي، وكان يرتدي بدلة سوداء يُعتقد بأنها كانت اللباس الذي يرتديه لحظة مقتله، إذ نشرت السعودية بعد الإبلاغ عن فقدان خاشقجي فيديو يُظهر شخصاً يرتدي نفس بدلة خاشقجي وهو يخرج من القنصلية، وقالت الرياض حينها إن هذا الرجل هو خاشقجي، ليتبين لاحقاً أنه من فريق الاغتيال وأنه ارتدى ثياب الصحفي السعودي للإيهام بأنه غادر القنصلية ولم يبقى فيها.
كذلك تضمنت لائحة الاتهام أيضاً صوراً لجوازات سفر المتهمين بعضها دبلوماسي وأرقام هواتفهم التي استخدمت يوم الجريمة، لكن لم تُعرض في وسائل الإعلام بعد.
شهادات الموظفين: قناة "الجزيرة" ذكرت أجزءاً مما ذكرته لائحة الاتهام التركية، وقالت إنها تتضمن إفادات موظفي القنصلية السعودية بإسطنبول الذين جرى التحقيق معهم، كما تتضمن معلومات عن الاتصالات التي أجراها فريق اغتيال خاشقجي قبل الجريمة وبعدها.
تتحدث لائحة الاتهام عن أن إفادات من موظفين أتراك بالقنصلية أوضحت أنه طُلب منهم عدم الصعود لطابق القنصل السعودي قطعياً، وقال سائق في القنصلية إنه "تم جمع الموظفين بغرفة وأغلق عليهم وهو ما لم يحدث منذ 20 عاماً من عمله".
أضاف السائق أنه تلقى أوامر متضاربة بالتوجه لأماكن مختلفة، لكن كان يتم العدول عنها بعد دقائق.
من جانبها، كشفت موظفة بمنزل القنصل السعودي محمد العتيبي أن الأخير "طلب من الخدم عدم القدوم بسبب تصليحات وبعدها اكتشفت عدم إجراء أي تعديل"، في حين قال طباخ بمنزل القنصل أيضاً إنه "في ليلة الجريمة طُلب مني عدم القدوم للمنزل ويوم الجريمة تم تمديد المدة لأسبوع".
مُحاكمة المُتهمين: يُذكر أنه في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.
عقب 18 يوماً على الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، وأعلنت مقتل خاشقجي إثر "شجار مع سعوديين"، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
لكن النيابة العامة السعودية، أعلنت، الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول 2019، أن محكمة سعودية قضت بإعدام 5 أشخاص في قضية مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، بينما برأت المحكمة أحد أبرز الأشخاص الذين وجهت لهم اتهامات بالضلوع في الجريمة، وهم القنصل السعودي السابق بتركيا محمد العتيبي، وأحمد العسيري نائب رئيس المخابرات السابق، والمستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني.