استطاعت مجموعة من الفتيات الأفغانيات المساهمة في محاربة فيروس كورونا من خلال تصميم جهاز تنفس صناعي من وسائل بدائية جداً، من قطع غيار المركبات القديمة، في الوقت الذي تعد فيه أفغانستان بلداً منكوبا يعاني بشدة من نقص الإمكانات.
تقرير مفصل نشرته شبكة "Fox News" الأمريكية، الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020، تناولت فيه كيف استطاعت خمس فتيات، هن عضوات فريق الروبوتات الأفغاني في مهمة من شأنها إنقاذ الأرواح، صنع أجهزة تنفس صناعي من قطع غيار السيارات المستعملة.
أدوات بدائية: الفريق عمل على تصميم نموذجين مختلفين، أحدهما مخطط مفتوح المصدر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكي، استبدلن فيه القطع الميكانيكية بأجزاء مستخدمة من المركبات المستعملة، كمحرك ممسحة الزجاج الأمامي لمركبة من نوع تويوتا، وأقلام بطاريات، ومجموعة من أكياس التنفس، ومضخات الأكسجين اليدوية.
فيما أبدت رائدة الأعمال في مجال التكنولوجيا رويا محبوب، التي أسست الفريق وتجمع الأموال لدعم الفتيات، أملها في أن ينتهي الفريق من صنع نموذج أولي بحلول مايو/أيار 2020.
دعم وتشجيع: كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيد ميار، أن "الوزارة ستعتمد تجربة نموذج جهاز التنفس الاصطناعي فور استكماله".
الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دانييلا روس، عبرت عن اندهاشها مما أنجزته الفتيات، ورحّبت بهذه المبادرة قائلة: "سيسرنا كثيراً أن نشهد تجربته وإنتاجه محلياً".
رؤية بعيدة: عبّرت سمية فاروقي (17 سنة)، إحدى عضوات الفريق، عن فرحتها بما تم إنجازه قائلة: "إذا أنقذنا ولو روحاً واحدة بجهازنا فسوف نشعر بالفخر".
أضافت: "يجب أن نساعد أفغانستان في هذه الجائحة، ويجب ألا ننتظر الآخرين".
وضع مفجع: وتعد مقاطعة هيرات في غرب أفغانستان واحدة من بؤر انتشار الفيروس في البلاد، بسبب قربها من إيران، وهو ما دفع سمية وباقي عضوات فريقها، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و17 عاماً، للمساعدة في التوصل إلى هذه المساعدة الأولية.
يُشار إلى أن أفغانستان واجهت الجائحة وهي صفر اليدين تقريباً، إذ قال المسؤولون إن البلاد لا تملك سوى 400 جهاز تنفس صناعي لأكثر من 36.6 مليون نسمة، بحسب ما أفادت الشبكة.
وحتى الآن، وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في أفغانستان إلى 996 حالة، توفي منها 33، ولكن يشتبه أن العدد الفعلي أعلى بكثير بسبب نقص كبير في أدوات الفحص.