كشفت القناة 13 الإسرائيلية الخاصة، الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، عن وثيقة داخلية لوزارة الصحة توصي بأن يكون "ذوو الاحتياجات الخاصة، والمرضى الضعفاء والمهمشون" آخر من يتم إخضاعهم لأجهزة التنفس الصناعي، في حال تفشِّي فيروس كورونا بشكل كبير، الأمر الذي أثار غضباً داخلياً.
العلاج للأقوى فقط: تكشف الوثيقة موقف وزارة الصحة الإسرائيلية حيال أولوية منح التنفس الصناعي لمرضى كورونا، حيث تضمنت فئة قالت إنها آخر من يجب وصلهم بأجهزة التنفس، وهم: ذوو الإعاقات التامة، غير القادرين على الاعتناء بأنفسهم، ومن يعانون قصوراً في المخ والقلب والكلى والرئتين والكبد أو الأعصاب.
كذلك الحال بالنسبة لمن يعاني "صدمة نفسية أو حروقاً شديدة أو مرضاً عضالاً أو خرفاً شديداً أو كان في حالة احتضار، أو من تقل فرص شفائه من كورونا عن 20%".
في المقابل، ستكون الأولوية للمريض الذي كانت أجهزته الحيوية تعمل بطاقتها كاملةً قبل إصابته بـ"كورونا"، أو من لديه إعاقة خفيفة، كما أن أولوية التنفس الصناعي ستكون أيضاً من نصيب من كان يعاني مرضاً طفيفاً قبل إصابته، أو فشلاً في جهاز واحد فقط، أو من لديه فرصة للنجاة تزيد على 80%.
اتهامات بالتمييز: أثار تفضيل الإصابات بالعلاج انتقاداً من "مفوضية مساواة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" (تابعة لوزارة العدل)، والتي قالت إن الوثيقة تمارس "تمييزاً شديداً ضد ذوي الاحتياجات الخاصة".
كما أن المفوضية وصفت الوثيقة بأنها "تعيد إسرائيل سنوات للوراء في كل ما يتعلق بمساواة ذوي الاحتياجات الخاصة"، مضيفة أن الحديث "يدور عن تمييز يخالف قانون مساواة الأشخاص ذوي الإعاقة (1998)، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (اعتُمدت في 2006)".
من جانبها، طالبت جمعيات ذوي الإعاقة بإسرائيل، في بيان مشترك، بتغيير فوري لقرار وزارة الصحة الذي "يشير إلى طريقة تفكير منحازة، لتدمير وتصفية السكان الضعفاء تحت أجنحة فيروس كورونا".
أضافت الجمعيات أن الحكومة "تتخلى عن كل مواطن لا يستوفي معايير جلب الأموال إلى خزينة الدولة؛ ومن غير الممكن أن يتم الدفع بشخص خدم إسرائيل طوال حياته وفُرضت عليه إعاقة ما، إلى هامش المجتمع، ويتم اعتباره مواطناً من الدرجة الثانية".
كورونا في إسرائيل: يأتي الكشف عن الوثيقة مع وصول عدد المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل، الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، إلى 13362، من بينهم 165 حالة وُصفت بالصعبة، ويخضع 109 منهم للتنفس الصناعي.
أما عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس فبلغ 171، آخرهم امرأة عمرها 29 عاماً كانت تعاني من مرض السرطان، وهي أصغر ضحايا الوباء عمراً في إسرائيل.
