قالت سفارة الإمارات في نيودلهي، إن الهند وافقت على إرسال دواء "هيدروكسي كلوروكين" إلى الإمارات؛ لاستخدامه كعلاج للمصابين بفيروس كورونا، وهو الدواء الذي أشاد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من أن الأطباء لم يثبتوا بعدُ نجاحه في علاج مصابي كورونا.
جاء ذلك في تغريدة للسفارة على "تويتر" خلال ساعة متأخرة ليلة الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، أكدت أن "الشحنة الأولى من الدواء في طريقها إلى الإمارات حالياً، وتتضمن 5.5 مليون حبَّة، لاستخدامها كعلاج لمصابي فيروس كورونا".
علاقات متوترة: تأتي هذه الخطوة بعد فترة من الشد بين الدولتين؛ على خلفية الوافدين الهنود الراغبين في العودة لبلادهم وترفض استقبالهم.
حيث حذَّرت دولة الإمارات، الأسبوع الماضي، من أنها ستراجع علاقاتها بشأن العمالة مع الدول التي ترفض قبول عودة مواطنيها.
وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) نقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الموارد البشرية والتوطين، قوله: "إن الوزارة تدرس خيارات عدة تعيد بموجبها شكل التعاون والعلاقة في مجال العمل، مع الدول المرسِلة للعمالة، التي ترفض استقبال رعاياها العاملين بالقطاع الخاص في الدولة، ممن يرغبون في العودة إلى بلدانهم، سواء لانتهاء علاقة العمل أو الخروج في إجازة مبكرة".
وأضاف المصدر أن خطوة الوزارة جاءت بعد عدم تجاوب عدد من الدول باستقبال رعاياها العاملين في الدولة الذين تقدموا بطلبات للعودة إلى بلدانهم؛ في ظل الظروف الراهنة.
من جانبه، قال سفير الهند لدى الإمارات، بافان كابور، لصحيفة غلف نيوز اليومية، إن بلاده "لا يمكنها إعادة أعداد كبيرة من رعاياها، في وقت تحاول فيه كسر دائرة العدوى بالبلاد".
ونقلت الصحيفة عن السفير، قوله: "حين ترفع الهند القيود سنساعدهم بكل تأكيد في العودة إلى مدنهم وأُسرهم".
ويشكل الهنود أكبر جالية في الإمارات، إذ يقدَّر عددهم بـ2.7 مليون هندي.
دواء غير مثبَت: "هيدروكسي كلوروكين" دواء علاج الملاريا ظهر في الساحة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت 4 أبريل/نيسان 2020، عن دعمه لهذا العقار لعلاج فيروس كورونا، مع أنه ما زال تحت الاختبار، ولم يُثبت الأطباء فاعليته في الشفاء من فيروس كورونا.
فقد أُثيرت انتقادات للرئيس الأمريكي، لأنه تحدث بهذا الشكل عن الدواء، مما قد يفتح المجال لاستعمال شعبي غير سليم له، وهو ما حصل، إذ توفي مواطن أمريكي من ولاية أريزونا بعد تناوله عقار "كلوروكين"، كما أُدخلت زوجته التي تناولت الدواء ذاته العناية المركزة، بحسب ما ذكره نظام بانر هيلث الصحي.
من جانبها، غيّرت منظمة The International Society of Antimicrobial Chemotherapy، المنظمة المختصة التي نشرت دراسة إيجابية فرنسية استشهد بها حلفاء الرئيس ترامب، غيرت رأيها في الأيام الأخيرة بخصوص هذا الدواء، مشيرة إلى أن المقال لا يفي "بالمعايير المتوقعة للمنظمة".
كما قال الطبيب ميتشيل كاتز، المدير التنفيذي لمجموعة ﺍﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺻﺣﻳﺔ في مدينة نيويورك، المسؤولة عن إدارة المستشفيات العامة، إنَّ المجموعة لا تُلزِم الأطباء باستخدام عقار الهيدروكسي كلوروكوين، لكن توصيهم بذلك استناداً إلى تجربة كشفت أنه يساعد في تقليل السعال والحمى، لكنه تسبب في آثارٍ جانبية طفيفة عند مريضَيْن.
كما قال الدكتور فوسي، كبير العلماء الأمريكيين، في حديث لشبكة Fox News: "أعتقد أننا يجب أن نحذر من عدم القيام بهذه القفزة النوعية، ونفترض أنَّ هذا عقار حاسم للقضاء على الفيروس، فما زلنا بحاجة إلى إجراء الدراسات التي تثبت إثباتاً قاطعاً ما إذا كان أي تدخل دوائي، وليس هذا التدخل فقط، آمناً وفعالاً حقاً".
كورونا حول العالم: وحتى الأحد، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين و322 ألفاً، توفي منهم أكثر من 160 ألفاً، في حين تعافى ما يزيد على 598 ألفاً، حسب موقع "وورلد ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الجائحة.