أثار ارتفاع عدد الوفيات من مصابي فيروس كورونا في بريطانيا من ذوي البشرة السمراء والأقليات الآسيوية حالة من القلق بين الأوساط الطبية، في الوقت الذي لا تعتمد فيه المملكة المتحدة على إجراءات رسمية لتحديد الأصل العِرقي لمصابي الفيروس.
فقد كشف المركز الوطني للتدقيق والبحث في العناية المركزة البريطاني، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، أن 34.5% من الإصابات الحرجة التي تحتاج لعناية مركزة من مرضى كورونا هم من أصحاب البشرة السمراء والآسيويين أو الأقليات العرقية الأخرى، بالرغم من أن تعدادهم السكاني لا يمثل إلا 13%.
كما أنه وبالرغم من أن الموظفين من أصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية يمثلون 44% من قوة عمل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، فإن جميع الأطباء الـ14 الذين توفوا حتى الآن ينتمون إلى أقلية عرقية ما، حسب ما أشارت صحيفة "The Guardian".
لا توثيق للبيانات: رئيس الرابطة الطبية البريطانية الدكتور تشاند ناجبول أشار إلى أن فشل الحكومة في تسجيل ونشر بيانات مرضى كورونا في الوقت الحقيقي، بما يشمل الأصل العرقي للمرضى يشكل "فضيحة تعرض الأرواح للخطر".
في حديثه إلى صحيفة The Observer، قال الدكتور ناجبول: "هذا ليس موضوعاً يجب أن يتطلب حملات أخرى، عندما يكون لديك إحصاءات صارخة كهذه، فمن الواجب على الحكومة أن تتحرك".
وأضاف: "نحن في أمَس الحاجة إلى تغيير طريقة جمع معلومات المرضى وما نجمعه من أجل أن نفهم ما يدور. إنه يعرض حياة الأشخاص للخطر… إخفاء هذا الأمر سيكون خطأ أخلاقياً".
ولا يُطلب حالياً من المستشفيات تسجيل الأصل العرقي لأي مريض يدخل المستشفى بسبب فيروس كورونا، وحتى بعدما تسوء حالته الصحية ويتعرض للوفاة، لا تسجل له أي بيانات إضافية.
خوف من التمييز: الدكتورناجبول أكد أن الأدلة التي بين يدي الرابطة الطبية البريطانية والمجلس الطبي العام تظهر أن الأطباء من ذوي البشرة السمراء والأقليات العرقية تتضاعف احتمالية وفاتهم، لأنهم لا يشتكون بشأن سلامتهم في أماكن العمل، نظراً لأن لديهم مخاوف من أن يواجهوا اتهامات بالتقصير، مشيراً إلى "تسجيل عدد كبير من حالات التنمر والمضايقات بحق العاملين في المجال الطبي".
مثيرة للقلق: وزير الإسكان والمجتمعات البريطاني روبرت جنريك قال في إحاطة صحفية السبت 18 أبريل/نيسان: "يبدو أن هناك تأثيراً غير متناسب للفيروس على مجتمعات ذوي البشرة السمراء والأقليات العرقية. لذلك السبب، يجب على المسؤول الطبي المكلف بالعمل من هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن يفهم هذا الموضوع بشكل أفضل".
هذه البيانات أثارت القلق في الأوساط الطبية، حيث أكد البروفيسور ستيفن باويس، مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا: "هذا شيء يقلقني للغاية، وأعرف أنه يقلق رئيس الخدمات الطبية أيضاً".
كما أضاف: "في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، من الواضح أن عدداً من أفراد طاقمنا الطبي ينحدرون من هذه المجموعات العرقية، وإننا كذلك نتطلع بنشاط من أجل ذلك العمل، ومن أجل ما يجب أن نفعله لندعمهم وربما لنحميهم على وجه التحديد".
واعترف مصدر بارز في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لصحيفة The Observer بأن الرقم الحقيقي لوفيات فيروس كورونا من صفوف العاملين في الهيئة من أصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية قد يكون أكبر، في ظل البيانات المحدودة المتاحة حالياً.
كورونا في بريطانيا: حتى الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، تجاوز عدد المصابين بالفيروس في بريطانيا 115 ألفاً، في حين بلغ عدد الوفيات قرابة 15 ألفاً، في الوقت الذي تماثل فيه 414 شخصاً للشفاء.