قالت صحيفة The New York Times، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، إن الأميرة بسمة بنت سعود، ابنة شقيق العاهل السعودي الملك سلمان، تلقت تهديدات من الديوان الملكي إن لم تكِل المديح لابن عمها الأمير محمد بن سلمان، وذلك قبل أن يتم اعتقالها في سجن شديد الحراسة بالعاصمة الرياض.
التفاصيل الجديدة التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية حول اعتقال الأميرة بسمة، جاءت بعدما نشر حسابها الرسمي على تويتر سلسلة من التغريدات، يوم الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، تقول فيها إن حالتها الصحية تتدهور داخل سجن حائر شديد الحراسة بالقرب من الرياض.
مقابلة تسببت بأزمة: أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اعتقال الأميرة بسمة (57 عاماً)، في فبراير/شباط 2019، أثار الكثير من التساؤلات، وقالت إن الأميرة لم تكن تلك الشخصية التي تتمتع بالنفوذ والسلطة، أو تمثل تحدياً للأمير محمد بن سلمان، الذي يتوقع على نحو كبير أنه الحاكم الفعلي للمملكة الآن.
لكن الصحيفة نقلت عن أحد المقربين من الأميرة بسمة -لم تذكر اسمه- قوله إلى أن مقابلة أجرتها الأميرة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في العام 2018 أوقعتها في أزمة.
في تلك المقابلة وجَّهت الأميرة انتقادات وصفتها الصحيفة بأنها "مُقنَّعة" للأمير محمد بن سلمان، الذي كان قد بدأ حينها خطة شاملة تُسمَّى "رؤية 2030″، والتي تسعى لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن الاعتماد على النفط، فضلاً عن انفتاح المجتمع السعودي.
المقرب من الأميرة، قال للصحيفة إن "مسؤولين من الديوان الملكي أبلغوا الأميرة بأنَّها قد تواجه مشكلات إن لم تمتدح الأمير محمد بن سلمان في مثل تلك المقابلات".
تصريح المصدر المقرب من الأميرة يتشابه مع تصريحات لمقربين منها تحدثوا لصحيفة ABC الإسبانية، التي نشرت في منتصف مارس/آذار 2020، فيديو لاقتحام منزل الأميرة بسمة قبل اعتقالها.
تحدَّث المقربون حينها أن أحد أبرز الأسباب المتوقعة لاعتقال الأميرة بسمة "أنها لا تصمت. لقد انتقدت محمد بن سلمان في كثير من الأحيان، إضافة إلى انتقادها حرب اليمن ومعاملة النساء في السعودية، كان لا بد أن يتخوّفوا في الحكومة من أن تغادر البلاد، وأن تخبر وسائل الإعلام كيف استطاعوا أن يجعلوا بن نايف يُسلِّم العرش لابن عمه".
في حديثها لنفس الصحيفة أيضاً، قالت إحدى المقرّبات من الأميرة -لم يتم ذكر اسمها- "أخبرها الرجال في منزلها بأنهم مبعوثون من قِبل الديوان الملكي، وأنهم حضروا هناك لأن عليهم اصطحابها للتحدث إلى ابن عمها، ولي العهد. من نظرات وجوههم علمت بسمة على الفور أنها لن ترى محمد بن سلمان".
الأميرة في سجن سيئ: حظيت تغريدات الأميرة بسمة بانتشار واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، وأكد مقربون من الأميرة صحة التغريدات عن معاناتها داخل السجن، ومناشدتها الملك الإفراج عنها.
لكنّ التغريدات اختفت بشكل مفاجئ من الحساب، حيث يتوقع أنه تم اختراق الحساب بغرض حذف ما كتبته الأميرة، والذي تضمن أيضاً إشارة إلى حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقاً لصحيفة The Independent البريطانية.
في السياق نفسه، قال مصدران مقربان من الأميرة لصحيفة The New York Times، الجمعة، إنَّ "صحتها تدهورت في ظل استمرار احتجازها، وإنَّها أصبحت الآن تعاني كي تنهض من سريرها".
من جانبها، نقلت صحيفة The Independent البريطانية عن مقربين اثنين من الأميرة قولهما إنها "تعاني أمراضاً مختلفة ازدادت سوءاً في أثناء مكوثها بالسجن، حيث جرى الإبلاغ عن حالتين على الأقل من الإصابة بفيروس كورونا"، بينما أفاد أحد المصادر بأنها "تعاني من بعض حالات ما قبل المرض المُتعلقة بالجهاز التنفسي، وهذا هو سبب مخاوفنا".
اعتقال الأمراء: سبق أن شهدت المملكة، في منتصف سبتمبر/أيلول 2017، توقيف عشرات الأشخاص بينهم كتّاب وصحفيون ورجال دين، أبرزهم الداعية المعروف الشيخ سلمان العودة.
بعد نحو شهر ونصف الشهر أوقفت السلطات، في نوفمبر/تشرين الثاني، عشرات الأمراء ورجال الأعمال والسياسيين لثلاثة أشهر، على خلفية تهم قالت إنها تتعلق بالفساد، فقامت بسجنهم في فندق "ريتز كارلتون" الفخم في الرياض، ولم تطلق سراحهم إلا بعد التوصل لتسويات مالية.