قالت صحيفة الغارديان البريطانية، السبت 18 أبريل/نيسان 2020، إن على الحكومات أن تتعلم من نجاح هونغ كونغ في الحفاظ على معدلات العدوى والوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا منخفضة، دون اللجوء إلى الإغلاق العام المدمر اجتماعياً واقتصادياً والذي اعتمدته معظم دول العالم.
تقرير الغارديان تناول بشكل تفصيلي كيف استطاعت هونغ كونغ، التي تملك حكماً ذاتياً شبه مستقل، السيطرة على انتشار الفيروس، مع أنها كانت معرضة لخطر كبير بسبب وصول المسافرين إليها قادمين من البر الرئيسي للصين، منذ أوائل فبراير/شباط 2020.
آلية مختلفة: فقد سلكت المدينة الطريق الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، وشرعت في برنامج صارم لاختبار كل مَن تظهر عليه أعراض المرض، كما عزلت أولئك الذين أتت نتائج اختباراتهم إيجابية في المستشفى، وتتبعت جميع مَن تواصلوا معهم خلال الأيام الأخيرة، ووجهت نحو عزل أنفسهم.
كما طُبقت ضوابط صارمة على الحدود، حيث أجبر القادمون من البر الرئيسي للصين أو أي بلد يعاني من ظهور حالات كورونا دخول الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، وحوّلت معسكرات العطلات والعقارات السكنية الجديدة غير المشغولة إلى مرافق للحجر الصحي.
حجر صحي: وفي الوقت الذي تخلت في الدول بشكل عام عن سياسة الاختبارات والتتبع لصالح إجراءات الإغلاق العام الصارمة لإبقاء الناس في منازلهم ومنعهم من الاختلاط، هونغ كونغ لم تفرض هذا النوع من الإغلاق.
فعلى الرغم من أن الناس لم يُطلب منهم البقاء في المنزل، فقد اختاروا تغيير سلوكهم بأنفسهم، هذا ما أكدته ورقة بحثية نشرت في دورية Lancet Public Health journal.
حيث يقدر العلماء أن معدل انتشار المرض في هونغ كونغ ظل مستقراً على مدى الأسابيع الثمانية من بداية فبراير/شباط عندما اتخذت التدابير. وهذا يعني عدم تسارع الوباء.
الحفاظ على الحياة: من جانبه، أكد البروفيسور بنجامين كولينغ من جامعة هونغ كونغ، الذي قاد فريق البحث، أن المدينة أظهرت كيف يمكن إبقاء المرض عند مستوى منخفض وتجنب الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
أوضح البروفيسور: "من خلال تنفيذ إجراءات الصحة العامة بسرعة، أثبتت هونغ كونغ أنه يمكن احتواء انتقال كوفيد-19 بطريقة فعالة دون اللجوء إلى الإغلاق الكامل المدمر للغاية الذي تتبناه الصين والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية".
كما أضاف: "يمكن للحكومات الأخرى أن تتعلم من نجاح هونغ كونغ. إذا أمكن الحفاظ على هذه الإجراءات واستجابات السكان، مع تجنب الإرهاق بين عموم الناس، يمكن لتلك الدول أن تقلل إلى حد كبير من تأثير وباء كورونا محلياً".
كورونا في هونغ كونغ: سجلت الأرقام القادمة من المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 7 ملايين نسمة إصابة 1024 حالة فقط، مع وفاة أربعة منهم، حتى صباح السبت وفقاً لموقع الإحصائيات "وورلدو ميتر" الدولي.