أعلن وزير الصحة الألماني ينس سبان الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، إن تفشي فيروس كورونا في ألمانيا بات بوضع يمكن السيطرة عليه مرة أخرى بعد أن أصبح عدد المرضى الذين تعافوا أعلى من عدد الإصابات الجديدة كل يوم هذا الأسبوع.
سبان أوضح في مؤتمر صحفي أن "تفشي المرض بات من اليوم يمكن السيطرة عليه وإدارته مرة أخرى"، مضيفاً أن نظام الرعاية الصحية "لم يكن في أي وقت من الأوقات مضغوطاً إلى هذا الحد".
من ضمن الحلول الجديدة التي ستتبعها ألمانيا حسب سبان تطبيق تتبع المخالطين لحالات إصابة بالفيروس والذي سيكون متاحاً للألمان للتحميل والاستخدام على هواتفهم الذكية في غضون 3 إلى 4 أسابيع.
وتقول مصادر مطلعة إن تطبيق تتبع المخالطين الخاص بمعهد روبرت كوخ للأمراض المعدية جاهز بالفعل ويتم اختباره، لكن سيتم تنسيق إطلاقه مع الإجراءات الألمانية لتخفيف القيود على الحركة.
تراجع غير مسبوق في استنساخ العدوى: بيانات صادرة الجمعة عن وكالة ألمانية اتحادية أظهرت أن كل مصاب بكوفيد-19 في البلاد بات ولأول مرّة ينقل العدوى إلى أقل من شخص ويعد هذا تراجعاً غير مسبوق في استنساخ العدوى، في وقت تستعد فيه أكبر قوة اقتصادية في أوروبا للتخفيف من إجراءات الإغلاق.
هذا النجاح الذي حققته ألمانيا في محاصرة فيروس كورونا، بتراجع غير مسبوق في معدل استنساخ العدوى يعد قفزة كبيرة نحو الأمام، رغم أن الإصابات ارتفعت بشكل طفيف خلال الأيام الثلاثة الماضية.
البيانات الصادرة عن "معهد روبرت كوخ"، وهي وكالة اتحادية معنية بمراقبة الأمراض، أظهرت أن معدّل العدوى بفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19 بين شخص وآخر تراجع إلى 0,7.
يعد معدل انتقال العدوى مؤشراً غاية في الأهمية بالنسبة للسياسيين في وقت يدرسون فيه خطوات ألمانيا للرفع التدريجي للعزل التام الذي شهد إغلاق المدارس ومعظم الأعمال التجارية لمنع تفشي كورونا المستجد.
رئيس المعهد، لوتار فيلر، أكد أن دحر كورونا يتطلب أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1. وبحسب تقديرات المعهد، فقد شُفي من فيروس كورونا المستجد في ألمانيا حالياً نحو 77 ألف شخص. لكن بيانات جامعة جون هوبكنز الأمريكية تؤكد كذلك زيادة طفيفة في عدد الإصابات لليوم الثالث على التوالي، إذ بلغت الإصابات إلى حدود صباح اليوم الجمعة حوالي 138 ألف إصابة، وعدد الوفيات 4093 حالة.
تقدير دولي كبير لألمانيا: رئيس ديوان المستشارية، هيلغه براون، صرح لإذاعة "برلين-براندنبورغ" وفق ترجمة DW عربية بأن فعالية الإجراءات المتخذة في مواجهة أزمة جائحة كورونا منحت ألمانيا تقديراً دولياً كبيراً، مضيفاً أن انتشار الفيروس تراجع على نحو ملحوظ، وأن هذا "نجاح ضخم يحسدنا عليه العالم بأكمله.. كثيرون من نظرائي على مستوى العالم يتصلون بي ويسألون: كيف حققتم ذلك؟".
رغم النجاحات، ناشد براون المواطنين التحلي بالصبر والانضباط، مؤكداً أهمية عدم صعود منحنى الإصابات مجدداً الآن حتى يمكن تعقب المصابين والمخالطين بهم.
الأرقام الجديدة جاءت بعد ساعات من إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الدولة بصدد السماح للمتاجر التي تبلغ مساحتها ما يقارب من 800 متر مربّع إعادة فتح أبوابها اعتباراً من الإثنين شرط التزامها بقواعد الصحة العامة.
من المقرر كذلك أن تبدأ المدارس بإعادة فتح أبوابها اعتباراً من الرابع من مايو/أيار، مع أولوية للطلبة الذين سيجرون امتحاناتهم قريباً.
في الأثناء، سيتواصل تطبيق قواعد تحظر تجمّع أكثر من شخصين في الأماكن العامة باستثناء العائلات التي يعيش أفرادها في منزل واحد، بينما ستبقى المناسبات العامة الكبيرة محظورة حتى 31 أغسطس/آب.
ميركل وتخفيف القيود: ميركل أكدت، الأربعاء، أثناء إعلانها عن تخفيف القيود أن "منحنى (الإصابات) أصبح مسطّحاً أكثر، لكن لا يزال عليه أن يتخّذ شكلاً لا يتسبب بعبء كبير على منظومتنا الصحية" وفق ما نقل عنها موقع فرانس 24.
تتفق ميركل مع كبار مسؤولي المناطق في ألمانيا على أن الوقت المناسب لتخفيف القيود يكون عند بلوغ معدل العدوى حوالي 1,0.
لكنها حذّرت من أنه "حتى إذا افترضنا أن كل شخص يعدي 1,1 آخرين، فسنصل إلى الحد الأقصى للقدرة الاستيعابية لمنظومتنا الصحية وأسرّة أقسام العناية الفائقة لدينا بحلول أكتوبر/تشرين الأول".
تابعت: "إذا افترضنا أن المعدّل 1,2 (…) فسنبلغ الحد الأقصى في يوليو/تموز. ومع معدّل 1,3 -رغم أنه لا يبدو كرقم كبير- فسنبلغ الحد الأقصى في يونيو/حزيران يوضح ذلك مدى ضيق هامش الخطأ الذي نملكه" عند اتّخاذ إجراءات رفع القيود التدريجية، مضيفة أن "الشعار يجب أن يكون الحذر، لا الثقة الزائدة بالنفس".