كشفت صحيفة Washington post أن برقيات دبلوماسية من وزارة الخارجية الأمريكية حذرت واشنطن في عام 2018 من مخاوف بشأن إجراءات السلامة المُتبعة في مختبر أبحاث بمدينة ووهان الصينية، يدرس الفيروسات التاجية في حيوانات مثل الخفافيش، الأمر الذي استدعى رداً من البنتاغون حول ما إذا كان الفيروس قد خرج من المختبرات، واستبعد حدوث ذلك.
زيارات لمختبر ووهان: قالت الصحيفة الأمريكية الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، إن مسؤولين من السفارة الأمريكية في الصين زاروا مختبراً في ووهان عدة مرات، وأرسلوا تحذيرين اثنين رسميين إلى واشنطن حول ظروف العمل غير الآمنة داخل المختبر.
أشارت الصحيفة إلى أن البرقيات الدبلوماسية أثارت النقاشات داخل الحكومة الأمريكية، حول ما إذا كان هذا المختبر في ووهان أو غيره هو مصدر فيروس كورونا، وذلك على الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل قاطع حول أن يكون الفيروس مصدره أي من المختبرات.
في التفاصيل، أشارت Washington post إلى أنه في شهر يناير/كانون الثاني 2018، اتخذت السفارة الأمريكية خطوة غير اعتيادية، عندما أرسلت دبلوماسيين علميين إلى معهد ووهان للفيروسات، الذي اعتُبر في عام 2015 أنه أول مختبر صيني يحقق أعلى مستوى من الأمان في الأبحاث البيولوجية.
تضيف الصحيفة أن آخر زيارة أجراها المسؤولون الأمريكيون للمختبر كانت في مارس/آذار 2018، وكان الوفد حينها بقيادة غاميسون فوس القنصل العام في ووهان، وريك سيويترز مستشار سفارة بكين للبيئة والعلم والتكنولوجيا والصحة.
أعرب الوفد حينها عن قلقه بشأن نقص بروتوكولات السلامة والسلامة الحيوية لأبحاث المختبر حول الفيروسات التاجية في الحيوانات، وقالت Washington post إن المسؤولين "حذروا من أنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات جدية فإن بحث المختبر قد يؤدي إلى تفشي فيروس السارس".
كما حذر المسؤولون الأمريكيون من أنه من خلال تواصلهم وتفاعلهم مع العلماء في المختبر الصيني، وجدوا أن هنالك افتقاراً إلى الفنيين المدربين بشكل مناسب وضروري لتشغيل المختبر بأمان، مضيفين أن "ذلك قد يؤدي حدوث جائحة جديدة تشبه السارس".
دراسات عن فيروسات الخفافيش: تشير إحدى البرقيات إلى أن الوفد الأمريكي التقى شي زينغلي، الذي كان يشرف على تلك الأبحاث في مختبر ووهان، والذي نشر عدة دراسات علمية متعلقة بالفيروسات التاجية لدى الخفافيش على امتداد سنوات طويلة.
تحدثت البرقية أيضاً عن أن نتائج الأبحاث الصينية أشارت إلى أن فيروس كورونا شبيه بالسارس لدى الخفافيش، يمكن أن ينتقل للبشر ليتسبب في أمراض شبيهة بالسارس.
أما عن الهدف من وراء تلك الأبحاث، فقالت الصحيفة الأمريكية إنها كانت "بغرض الوصول إلى تفادي وباء شبيه بالسارس قد يظهر مستقبلاً، من خلال وضع سيناريوهات استباقية حول كيفية ظهوره".
تضيف الصحيفة أن جهات عدة أشارت إلى أنه لا توجد أي دلائل تؤكد أن فيروس كورونا الجديد قد تمت هندسته، مشددة على أن هنالك اتفاقاً بين العلماء على أن الفيروس انتقل للبشر من الحيوانات.
البنتاغون يرد: البرقيات التي تحدثت عنها Washington post دفعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى التعليق، وقال إن معلوماته الاستخباراتية تشير إلى أن فيروس كورونا نشأ في ظروف طبيعية على الأرجح، لافتاً أيضاً إلى تعذر تأكيد ذلك بشكل قاطع بعد.
من جانبه، قال رئيس الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، إن الكثير من "أجهزة وعناصر المخابرات اهتمت بهذا الأمر، وحاولت التأكد إذا كان الفيروس تم تخليقه مختبرياً".
أضاف ميلي أن "هنالك شائعات ومزايدات كثيرة في مختلف وسائل الإعلام والمدونات، ولدينا معلومات استخباراتية كثيرة للنظر فيها، حتى هذه اللحظة لم نتوصل إلى استنتاج، لكن الأدلة تشير إلى أنه طبيعي، وعموماً لا يمكننا الجزم حتى الآن".
يُذكر أن معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين كان قد نفى ما قيل عن أن الفيروس تم تخليقه في المختبر، وقفاً لوكالة الأناضول.