تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية، بسبب إدارتها لأزمة جائحة كورونا، في جملة من الرفض والتنديد الدوليين، الأربعاء 15 أبريل/نيسان، من زعماء العالم، مع تخطي عدد حالات الإصابة المسجلة عالمياً بالفيروس حاجز المليونين.
كان رد فعل ترامب غاضباً على اتهامات لإدارته بأن أسلوب تصديها لأسوأ وباء خلال قرن كان عشوائياً وبطيئاً جداً. حيث قال ترامب إن منظمة الصحة، ومقرها جنيف، روجت "للمعلومات المغلوطة" التي نشرتها الصين بشأن الفيروس، وهو ما أدى على الأرجح لتفشّ أوسع نطاقاً كان من الممكن تجنبه لولا حدوث ذلك.
مجلس النواب: رئيسة مجلس النواب الأمريكي، البرلمانية الديمقراطية نانسي بيلوسي ردّت على قرار ترامب، الأربعاء، بقولها إنه قرار خطير وأحمق. قالت بيلوسي في بيان: "وقف الرئيس لتمويل منظمة الصحة العالمية بينما تقود الحرب العالمية على وباء فيروس كورونا تصرف أحمق".
بيلوسي ذهبت إلى أبعد من مجرد انتقاد القرار، بل قالت إن قرار ترامب غير قانوني، وسوف يتم التصدي له في أقرب وقت.
منظمة الصحة العالمية: في السياق ذاته، طالب ديفيد نابارو، مبعوث منظمة الصحة العالمية الخاص، بمواجهة فيروس كورونا، بتأجيل توجيه أي اتهامات إلى المنظمة لما بعد القضاء على الفيروس.
رفض نابارو الحديث مباشرة عن الموقف الأمريكي أو تصريحات دونالد ترامب، لكنه قال: "إذا قررت خلال هذه العملية أنك تريد أن تعلن أنك ستسحب التمويل أو تدلي بتعليقات أخرى حول منظمة الصحة العالمية، فتذكر أن هذه ليست منظمة الصحة العالمية فقط، فمجتمع الصحة العامة بأكمله يشارك الآن".
حجم التمويل: جدير بالذكر أن أمريكا هي أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية، حيث ساهمت بما يربو على 400 مليون دولار في 2019، أي نحو 15% من ميزانيتها، فيما تطلب المنظمة جمع مليار دولار لتمويل عمليات مكافحة الفيروس.
الاتحاد الأوروبي: فيما انتقد الاتحاد الأوربي موقف ترامب، وقال في بيان الأربعاء، إن الإجراء غير مبرَّر في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكتب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تويتر، يقول: "نأسف بشدة على القرار الأمريكي بتعليق التمويل لمنظمة الصحة العالمية. لا يوجد سبب يُبرر هذه الخطوة، في لحظة جهود المنظمة مطلوبة فيها أكثر من أي وقت مضى".
رد فعل الصين: من جانبها حثَّت الصين الولايات المتحدة الأربعاء على الوفاء بالتزاماتها تجاه منظمة الصحة العالمية، بعد أن أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمويل بلاده للمنظمة بسبب أسلوب تعاملها مع جائحة فيروس كورونا.
كذلك قال تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "ستبحث الصين المسائل ذات الصلة الخاصة بتمويل المنظمة وفقاً لاحتياجات الموقف".
فرنسا آسفة: أما المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيت ندياي فقالت إن فرنسا تأسف لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية.
كانت ندياي تتحدث بعد اجتماع لمجلس الوزراء قرر حزمة إنقاذ بقيمة 110 مليارات يورو لدعم الاقتصاد أثناء أزمة فيروس كورونا.
الأمم المتحدة: من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن هذا "ليس الوقت المناسب" لخفض الموارد عن منظمة الصحة العالمية، بعد أن أوقف الرئيس دونالد ترامب التمويل الأمريكي عن المنظمة؛ اعتراضاً على طريقة تعاملها مع وباء فيروس كورونا.
أضاف غوتيريش في بيان، أن هذا "ليس الوقت المناسب لتقليص الموارد لعمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى في مكافحة الفيروس". وتابع: "هذا وقت الوحدة، وعلى المجتمع الدولي العمل معاً في تضامن لوقف الفيروس وتبعاته المدمرة".
أما ألمانيا: فقد قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، إن دعم منظمة الصحة العالمية أحد أفضل الاستثمارات، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها.
حيث كتب ماس على تويتر "توجيه اللوم لا يُجدي. الفيروس ليس له حدود". وتابع: "يتعين أن نعمل معاً عن كثب لمكافحة كوفيد-19. أحد أفضل استثماراتنا هو دعم الأمم المتحدة، ولاسيما منظمة الصحة العالمية، التي لا تتلقى تمويلاً كافياً لصناعة وتوزيع اختبارات ولقاحات على سبيل المثال".