أعلنت الصين، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، عن تسجيلها 97 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ أوائل مارس/آذار 2020، وبعدما أظهرت الحكومة مؤشرات على التعافي تمثلت في رفع القيود عن تحرُّك مواطنيها، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
إصابات مستوردة: السلطات الصينية قالت إن الإصابات الجديدة "وافدة"، مشيرة بذلك إلى أُناس قدِموا إلى أراضيها من الخارج، وبات أكثرَ ما يُقلق بكين في الأسابيع الأخيرة، ما تسمى بالحالات الواردة من الخارج، والمرضى المصابون بالفيروس الذين يمكنهم نقله لآخرين لكن لا تظهر عليهم أي أعراض.
تقول الوكالة الفرنسية، إن السلطات الصينية تخشى موجة تفشٍّ جديدة، مصدرها هذه المرة مصابون وافدون من الخارج. ولمواجهة هذه الظاهرة، أغلقت الصين حدودها في نهاية مارس/آذار أمام جميع الأجانب تقريباً.
في هذا السياق، أخضعت السلطات الرعايا الأجانب للرقابة في بكين، حيث تلزمهم بالبقاء في الحجر المنزلي مدة 14 يوماً، ووجد كثيرون، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أن "رمزهم الصحي" قد تحوَّل فجأة من اللون الأخضر (لا توجد مشكلة) إلى اللون البرتقالي (الالتزام بالحجر الذاتي).
يُمنح هذا الرمز، الذي تم تعيينه عبر تطبيق وضعته البلدية بواسطة الهواتف الذكية، للأشخاص حسب تنقلاتهم في المناطق المعرضة للخطر واحتمال التواصل مع أشخاص مصابين، وأصبح إظهار الرمز الأخضر ضرورياً للتمكن من دخول المباني أو المراكز التجارية.
ارتباك السلطات الصينية: مصدر دبلوماسي تحدَّث لوكالة الأنباء الفرنسية -لم تذكر اسمه- وقال إن عدداً كبيراً من الأجانب في بكين قد تأثروا بسبب هذا التغيير المفاجئ في لون الرمز دون سبب واضح، وهذا إجراء يُلزمهم نظرياً بالبقاء في المنزل.
من جانبه، وفي رد على سؤال، أكد مسؤول بوزارة الخارجية الصينية عدم معرفته بأي قرار اتخذته السلطات بإجبار الأجانب القاطنين في المدينة على التزام العزل الصحي. ولم يتضح ما إذا كان هذا التغيير يعود إلى مشكلة في التطبيق أو إلى قرار متعمد من قِبل السلطات.
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنه منذ ظهر الفيروس الفتّاك سجّلت الصين القارية ما مجموعه 82 ألفاً و52 إصابة، توفي منهم 3339 شخصاً، لكن دولاً تعتقد أن الصين تخفي الأرقام الحقيقية لأعداد ضحاياها من فيروس كورونا.
عودة صعبة للحياة الطبيعية: يُمثل ظهور عشرات الإصابات الجديدة في الصين تحدياً للسلطات، التي تُصدِّر نفسها أمام العالم بأنها نجحت في كبح انتشار الفيروس، لا سيما أنها اتخذت عدة قرارات لتعزيز وجهة النظر هذه.
فبعد إغلاقٍ دامَ عشرات الأيام، رفعت الصين، الأسبوع الماضي، القيود على حركة سكان مدينة ووهان البالغ عددهم 11 مليون شخص، وسمحت لمن يتمتعون بالرمز الأخضر بركوب الطائرات والقطارات، كما فتحت عديد من الأسواق أبوابها من جديد.
إلا أن وكالة رويترز قالت إنه على الرغم من تراجع حالات الإصابة اليومية بشكل كبير عن ذروة الوباء في فبراير/شباط 2020، عندما كان يتم الإعلان عن مئات الحالات الجديدة يومياً، ما زالت بكين عاجزة عن وقف الإصابات الجديدة بشكل تام، على الرغم من فرض بعض أشد التدابير للحد من انتشار الفيروس.