قال موقع rawstory الأمريكي إن حلفاء جمهوريين للرئيس دونالد ترامب يخشون من أنه على الرغم من حماسته الواضحة لعقد مؤتمرات إعلامية متلفزة عن المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا كل يوم، فإن تلك العروض اليومية قد تكون تضر به أكثر مما تنفع، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The New York Times يوم الخميس 9 أبريل/نيسان 2020.
انتقادات حادة لترامب: النقاد لطالما أبدوا امتعاضهم من تلك الفعاليات، مشيرين إلى أن ترامب يملأها بمعلوماته الخاطئة وأكاذيبه وهجومه على معارضيه وتشويهه لهم.
كما أنه غالباً ما يناقض أو ينتقص من آراء خبراء الصحة العامة الذين ينصحونه، وهو ما يفضي إلى تقويض الهدف المفترض وراء بث تلك الإحاطات الإعلامية بالأساس.
فيما يجادل كثيرون بأنه يتعامل مع تلك الفعاليات كبديل عن مسيرات حملته الانتخابية، التي أُلغيت جميعها بسبب جائحة كورونا.
إلا أنه وعلى الرغم من ولع ترامب البين بلفت الأنظار إليه –ونسب التأييد- التي تجلبها تلك الإحاطات اليومية، فإن عروضه المفرطة في التمركز حول نفسه وآرائه لم تدفع أرقام تأييده تلك الدفعة الهائلة التي كان يتوقعها. ويعتقد أولئك الذين يريدون لترامب النجاح أنها لم تعد عاملاً مساعداً فيما يتعلق بإعادة انتخابه.
مستشارو ترامب يحذرونه: قال السيناتور ليندسي غراهام، وهو من أصبح أحد مستشاري الرئيس غير الرسميين، إن ترامب "أحياناً ما بات يحجب [بسلوكه خلال تلك الإحاطات] رسالته الشخصية"، وإنه أخبر ترامب بأن "ظهوراً واحداً في الأسبوع" قد يكون أبلغ تأثيراً.
فيما قالت النائبة الجمهورية عن ولاية إنديانا، سوزان بروكس، عن تلك الإحاطات "إنها تستمر لفترة أطول من اللازم". وقالت السيناتور شيلي مور كابيتو، عن ولاية فرجينيا الغربية، إن الإحاطات "تنحرف قليلاً عن الخط الأمثل"، ورأت أنه "يجب السماح لخبراء الصحة بتحديد وجهتها وما يقال فيها".
"ظهور يعج بالأخطاء": وخلال مقابلات معهم، قال مشرعون جمهوريون ومسؤولون في الإدارة وأعضاء في حملة ترامب الخاصة بإعادة انتخابه إنهم يريدون منه أن يحدَّ من ظهوره المتكرر الذي يعج بالأخطاء في الإحاطات التي يقدمها من الجناج الغربي في البيت الأبيض، والعمل بدلاً من ذلك على اتخاذ خطوات قوية استعداداً للركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق. حتى إن البعض اقترح أن يستدعي ترامب مجموعة أوسع من قادة البلاد، ومنهم الرئيسان السابقان جورج بوش وباراك أوباما، في لحظةٍ يتعين فيها الاستفادة من كل إمكانية متاحة لمواجهة حالة الطوارئ الوطنية بالبلاد.
منافس لترامب: فيما يعكس الانزعاج شعوراً جديداً بإلحاح الالتفات إلى جهود ترامب الخاصة بإعادة الانتخاب في الوقت الذي بدأ جوزيف بايدن يبرز بوصفه المنافس الديمقراطي المرجح.
كما أظهرت ثلاثة استطلاعات جديدة هذا الأسبوع تقدمَ بايدن في سباق الرئاسة، وتظهر الاستطلاعات الداخلية لحملة ترامب أنه فقد على الأغلب الدفعة الأولية التي تلقاها في وقت مبكر من تلك الأزمة، وفقاً لثلاثة أشخاص اطلعوا على نتائج الاستطلاعات.
وتشير الاستطلاعات إلى أن ثمة رأياً يذهب إلى أنه يتتبع بالسوء حكام الولايات وحتى خبراءه الصحيين، وهو ما ينتقص من ثقة الأمريكيين بأكثر من يلتفتون إليهم لتوجيههم في أزمة كهذه.
مستشارو ترامب ينتقدون سلوكه: وذكرت صحيفة The New York Times أن مستشاري ترامب السياسيين كانوا الأكثر انتقاداً لسلوكه، إذ قال بعضهم، في تعليقات لا يعرف هوية أصحابها، إن "البيت الأبيض بات يسلم بايدن الذخيرة اللازمة للمواجهة بسماحهم لترامب بالخروج كل ليلة أمام الكاميرات".
وتابع التقرير: "خلال حملة إعادة انتخاب ترامب، راقب موظفو الإدارة عن كثبٍ بيانات الاقتراع الداخلي وهي تظهر تآكلاً في المكاسب التي كان ترامب قد حققها فور إصداره التعليمات المتعلقة بالتباعد الجسدي لمواجهة كورونا. وقد أصبح مستشارو الرئيس مشتّتين بين معرفة أن نهجاً أقل خشونة وإثارة للاحتكاكات سيساعد ترامب، ووعيهم بأنه لا يستطيع تحمل أي نقد موجه له، بغض النظر عن الموقف".
كما أشار التقرير إلى أن "مكاسب ترامب المحدودة في استطلاعات الرأي هي الأكثر إثارة للانتباه مقارنةً بالمكاسب التي حققها حكام الولايات في كلا الحزبين، فقد بات كثير منهم يحظى بنسب تأييد من رقمين في الاستطلاعات. ويقول الجمهوريون إن ولع ترامب بشن الهجمات على الأشخاص، لا مناصبهم أو مواقفهم، يفسّر عدم وجود مجال كبير للنمو في نسب تأييده بين الناخبين".