السلطات “تصر على إخفاء الحقيقة”.. رويترز: العدد الفعلي لإصابات كورونا بالعراق يفوق المعلن بآلاف

يقول ثلاثة أطباء من المشاركين بشكل وثيق في عملية إجراء الاختبارات لرصد الإصابات بفيروس كورونا، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بـ"كوفيد-19" يفوق بآلافٍ الرقم المعلن.

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/02 الساعة 21:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/02 الساعة 21:21 بتوقيت غرينتش
تعقيم الشوارع في العراق تحت مراقبة الأمن/ رويترز

يقول ثلاثة أطباء من المشاركين بشكل وثيق في عملية إجراء الاختبارات لرصد الإصابات بفيروس كورونا ومسؤول في وزارة الصحة العراقية ومسؤول سياسي كبير، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بـ"كوفيد-19″ يفوق بآلافٍ الرقم المعلن وهو 772.

مصادر "رويترز" طلبت عدم ذكر أسمائها، كما أمرت السلطات العراقية الطواقم الطبية بعدم الحديث لوسائل الإعلام. بينما نفت وزارة الصحة العراقية، المصدر الرسمي الوحيد للمعلومات عن عدد المصابين والوفيات بفيروس كورونا، ما قالته المصادر في تلك القصة عن وضع تفشي المرض.

العدد أكبر بكثير من الواقع

قال سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة، في رسالة نصية أرسلها إلى رويترز، إن هذه المعلومات غير صحيحة دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأرسلت رويترز رسائل صوتية ونصية تسأل المتحدث باسم الوزارة عن العدد الفعلي للحالات المؤكدة وإن كان أعلى من المعلن وإذا كان كذلك فلماذا. وقالت الوزارة في أحدث بيان يومي لها، الخميس 2 أبريل/نيسان 2020، إن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 772 وللوفيات 54.

لكن الأطباء الثلاثة الذين يعملون بفرق طبية تساعد في اختبار الحالات المشتبه بإصابتها في بغداد، قالوا إن عدد الحالات المؤكدة، استناداً إلى نقاشات مع زملائهم الذين يتلقون نتائج التحاليل اليومية، يتراوح بين ثلاثة آلاف وتسعة آلاف، لكن كل واحد منهم ذكر تقديراً مختلفاً للعدد.

في حين قال المسؤول بوزارة الصحة، والذي يعمل أيضاً على إجراء الاختبارات لـ"كوفيد-19″، إن هناك أكثر من ألفي حالة مؤكدة من شرق بغداد فحسب، دون احتساب الأعداد في المناطق والمحافظات الأخرى.

أما المسؤول السياسي الذي يحضر اجتماعات تعقدها وزارة الصحة، فقد قال أيضاً إن آلاف الحالات تأكدت إصابتها.

وتشهد إيران، جارة العراق، أعلى عدد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة. وتربط البلدين علاقات تجارية ودينية وثيقة، وبينهما حدود برية كبيرة، أغلقها العراق في فبراير/شباط، بسبب مخاوف من تفشي المرض.

وتسببت عقود من العقوبات والحرب والإهمال في تدهور وضع نظام الرعاية الصحية بالعراق، مثله مثل خدمات وبنية تحتية أخرى، وتلك من المشكلات التي أشعلت فتيل احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في الأشهر الماضية.

المسؤولون يحثون السلطات على إخفاء العدد الحقيقي

تواجه الحكومات حول العالم صعوبات في مكافحة جائحة كوفيد-19. والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا هي الدول الأكثر تضرراً بالمرض حتى الآن. ووصل عدد الإصابات بالفيروس في أنحاء العالم ما يقرب من مليون والوفيات نحو 47 ألفاً.

قال الأطباء الثلاثة والمسؤول السياسي إن مسؤولين من الأمن الوطني يحضرون اجتماعات وزارة الصحة ويحثون السلطات على عدم كشف الأعداد الكبيرة للمصابين، إذ يقولون إن ذلك قد يتسبب في اضطرابات عامة وتكالب على الإمدادات الطبية، وهو ما سيصعّب السيطرة على انتشار المرض. ولم تردّ وزارة الصحة بعدُ على طلب التعليق على مثل تلك النقاشات.

كما قال أحد الأطباء إن عدد الوفيات أيضاً أعلى، على الأرجح، من الرقم المعلن رسمياً لكن ليس بكثير. وأضاف: "يوم السبت الماضي وحده، تم دفن 50 شخصاً تُوفوا بالمرض". وفي ذلك الوقت كان العدد الرسمي 42.

والإمكانات المتاحة للاختبارات محدودة، واعترف العراق من قبل علناً بأن العدد الحقيقي للحالات يجب أن يكون أعلى من العدد المؤكد المعروف لديه.

يلقي كثير من الأطباء باللوم في الانتشار المتسارع للمرض على من يرفضون الخضوع للاختبارات والعزل وعلى مخالفة حظر التجول المفروض في عموم البلاد بما يشمل آلاف الزوار الذين تدفقوا على مزار شيعي في بغداد، الشهر الماضي.

كما قال الأطباء الثلاثة والمسؤول في وزارة الصحة، إن كثيراً من الحالات الجديدة ظهرت في شرق بغداد حيث يعيش هؤلاء الزوار. وبشكل منفصل، قال مسؤول عراقي كبير ومسؤولون في قطاع الصحة يوم الأحد، إن بعض الزوار الشيعة العائدين للعراق من سوريا مصابون بكورونا.

تحميل المزيد