اشترى رؤساء بلديات وحكام أقاليم في إيطاليا، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020، صفحة في صحيفة، فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج، ليطلبوا من ألمانيا التضامن معهم وسط تفشي وباء فيروس كورونا المستجد قائلين إن دولاً أخرى وافقت على خفض ديون ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
تبرز هذه المبادرة استياءً متنامياً في إيطاليا مما ينظر إليه باعتباره لامبالاة من جانب ألمانيا تجاه معاناتها بعد رفض برلين الاستجابة لدعوات دول أخرى بإصدار سندات مشتركة لدعم اقتصاداتها.
جاء في الخطاب المنشور "أعزاءنا الأصدقاء الألمان، الذاكرة تساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة"، بعد أن أشار إلى اتفاق عام 1953 بخصوص خفض ديون ألمانيا لمساعدتها على الانتعاش في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وقع على الخطاب رؤساء البلديات من التيارات اليسارية واليمينية الذين يمثلون مدن شمال إيطاليا الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا. وكانت تسع من دول الاتحاد الأوروبي منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا قد دعت إلى إصدار سندات مشتركة لدعم الانتعاش الاقتصادي بعد تفشي الفيروس الذي أصبح من المؤكد أنه سيُدخل منطقة اليورو في حالة ركود شديد. لكن ألمانيا وهولندا وفنلندا والنمسا عارضت الاقتراح.
دقيقة صمت وتنكيس للأعلام
وقفت إيطاليا الثلاثاء دقيقة صمت ونكست أعلامها حداداً على 11591 شخصاً توفوا (حتى الآن) من جراء جائحة فيروس كورونا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إذ قالت رئيسة بلدية روما فرجينيا راغي، بعد الوقوف دقيقة صمت إن الفيروس "مُصابٌ ألمَّ بالبلاد بأسرها.. معاً سنتجاوزه". وأقيم الحفل خارج مبنى البلدية ظهرا. وأضافت: "التضحية التي نقدمها عندما يُطلب منا البقاء في المنزل ضرورية لإنقاذنا جميعاً.. يجب أن نفعل ذلك من أجل كل الذين فقدوا أرواحهم وجميع أولئك الذين يعرضون حياتهم للخطر من خلال العمل من أجلنا جميعاً – الأطباء والممرضات ومن يعملون في محلات السوبر ماركت".
لكن رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى لويجي ساكو في ميلانو الذي تمكن من عزل السلالة الإيطالية للفيروس، قال إنه ينظر إلى المستقبل ببعض الأمل. وقال ماسيمو غالي للإذاعة الإيطالية "لدينا انطباع بأن (الوباء) يضعف".
كما قررت الحكومة الإثنين 30 مارس/آذار، تمديد الإغلاق حتى منتصف نيسان/أبريل على الأقل. ومن غير المتوقع أن تبدأ المتاجر والمطاعم بفتح أبوابها حتى أيار/مايو على الأقل، ولا يوجد مسؤول على استعداد للتنبؤ بموعد عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل شهر فقط.
آخر الإحصائيات
سجلت إيطاليا أعداد وفيات بسبب تفشي الفيروس أكثر من أي دولة أخرى في العالم، بلغ 11591 حالة وفاة حتى الإثنين، أي نحو ثلث عدد الوفيات على مستوى العالم كما رصدت أكثر من مئة ألف حالة إصابة.
بينما قال مصدر مطلع، الثلاثاء، لوكالة رويترز إن عدد وفيات فيروس كورونا في منطقة لومبارديا بشمال إيطاليا زاد حوالي 381 حالة في يوم واحد إلى نحو 7199. وهذا العدد أقل بكثير من عدد الوفيات المسجل أمس، وهو 458 حالة وفاة، وهو أقل عدد وفيات في يوم واحد منذ يوم 25 مارس/آذار.
كما أضاف المصدر أن عدد المصابين بكورونا في لومبارديا زاد بنحو 1047 حالة إلى 43208 أشخاص. وهذه الزيادة في الحالات أقل أيضاً من عدد 1154 حالة جديدة المسجل يوم الإثنين و1592 حالة يوم الأحد.