مودي يتودد للفقراء بطلب الصفح.. عشرات الألوف من المهاجرين في الهند ضحايا لقرارات مواجهة كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/29 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/29 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي./ رويترز

طلب رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، الأحد 29 مارس/آذار 2020، الصفح من فقراء بلاده مع تفاقم الثمن الاقتصادي والإنساني للحجر الصحي العام على مستوى البلاد لمدة 21 يوماً، وتصاعُد الانتقادات لغياب التخطيط المناسب قبل اتخاذ القرار.

كان مودي قد أعلن يوم الثلاثاء، فرض حجر صحي عام في الهند يستمر ثلاثة أسابيع؛ للحد من انتشار فيروس كورونا، لكن القرار كان له وقع الصاعقة على ملايين الهنود الفقراء، لأنه ترك كثيرين منهم جوعى، وأجبر عشرات الآلاف من المهاجرين العاطلين على الفرار من المدن والسير مئات الكيلومترات عائدين إلى القرى التي جاءوا منها.

أزمة في الهند بسبب كورونا

رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، حاول التخفيف من تبعات أزمة كورونا وإجراءات الحكومة لمواجهتها، وقال في كلمة إلى الهنود أُذيعت بالراديو: "أود أولاً أن أطلب الصفح من كل أهل بلادي". وأضاف أن الفقراء "سيفكرون بالتأكيد: أي رئيس وزراء هذا الذي عرَّضنا لهذه المتاعب الهائلة؟!". وحث المواطنين على استيعاب أنه لم يكن هناك خيار آخر.

مودي مضى يقول: "الخطوات التي اتُّخذت حتى الآن… ستمنح الهند النصر على كورونا".

يُذكر أن حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الهند ارتفعت إلى 979، وحالات الوفاة إلى 25 حالة.

برنامج تحفيزي في الهند 

الحكومة الهندية كانت قد أعلنت، يوم الخميس، عن برنامج تحفيز اقتصادي قيمته 22.6 مليار دولار؛ لتوفير دعم مالي مباشر ومساعدات غذائية للفقراء.

لكن في مقال رأي نُشر الأحد، حذر أبيجيت بانيرجي وإستر دوفلو، وهما اثنان من ثلاثة فازوا بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2019، من أن مزيداً من المساعدات مطلوب للفقراء.

حيث قالا في المقال الذي نشرته صحيفة إنديان إكسبريس: "دون ذلك ستتحول أزمة الطلب إلى انهيار اقتصادي، ولن يكون أمام الناس اختيار سوى عصيان الأوامر".

ومن المتوقع أن يفاقم الإغلاق من صعوبات اقتصاد الهند، في وقت تراجع فيه النمو بالفعل إلى أدنى مستوى في ست سنوات.

مشاكل تواجه المهاجرين 

لكن يبدو أنه ما يزال هناك تأييد واسع لإجراءات قوية، لتجنب كارثة يتسبب فيها فيروس كورونا في الهند، التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة وتعاني من ضعف نظام الرعاية الصحية العام.

لكن زعماء المعارضة ومحللين وبعض المواطنين ينتقدون بشكل متزايد، تطبيق تلك الإجراءات. ويقولون إن الحكومة فوجئت -فيما يبدو- بالتحرك الجماعي للمهاجرين عقب الإعلان، وهو ما يهدد بانتشار المرض في المناطق النائية.

وبينما انتشرت عبر وسائل الإعلام المحلية صور العمال المهاجرين وهم يسيرون مسافات طويلة للعودة إلى ديارهم، كتب المعارض السياسي راؤول غاندي على تويتر: "الحكومة لم تكن لديها خطط طوارئ لهذا النزوح".

في حين تصدَّر وسم "مودي صنع كارثة" موقع تويتر، الأحد، في الهند.

من جانبها قالت الشرطة إن أربعة مهاجرين قُتلوا السبت، عندما صدمتهم شاحنة في ولاية ماهاراشترا بغرب البلاد. وقال ضابط شرطة إن مهاجراً انهار وتُوفي في ولاية أوتار براديش بشمال البلاد أيضاً.

حيث قال العامل المهاجر مادهاف راي (28 عاماً)، بينما كان يمر بالطريق في أوتار براديش: "سنموت من السير ونتضور جوعاً قبل أن يقتلنا كورونا".

في حين تجمَّع، الأحد، عدة مئات من المهاجرين في ميدان ببلدة بايباد بولاية كيرلا الجنوبية؛ للمطالبة بتوفير وسائل نقل لإعادتهم إلى بلداتهم.

إلى ذلك دعت الحكومة المركزية الولايات إلى توفير الطعام والمأوى للعمال المتعطلين، ولام مؤيدو مودي حكومات الولايات، على تويتر؛ لإخفاقها في تطبيق الإغلاق بشكل مناسب.

علامات:
تحميل المزيد