قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن جائحة فيروس كورونا أدت إلى غضب التايلانديين من مَلكهم، بعد أن ترك البلاد في مواجهة كورونا سافر إلى ألمانيا، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي زيادة كبيرة وغير مسبوقة في منشوراتٍ تُشكك في جدوى الملك ماها فاجيرالونغكورن والنظام الملكي.
في ظل موجة الغضب هذه، حذر وزير في الحكومة، الأحد 22 مارس/آذار 2020، أن المنشورات غير الملائمة يمكن أن تقود صاحبها إلى السجن، إذ تعتبر إهانة النظام الملكي في تايلاند جريمة، وتصل عقوبتها إلى 15 عاماً في السجن.
كانت تايلاند نظاماً ملكياً دستورياً منذ ثورة 1932 التي أنهت الحكم الملكي المُطلق، لكن النظام الملكي لا يزال جزءاً جوهرياً من الثقافة التايلاندية التقليدية. حتى إن بعض التايلانديين ينظرون إلى الملك نظرةً شبه مقدسة.
موجة غضب على الإنترنت
مع ذلك، كان الوسم التايلاندي الذي يعني "#لماذا نحتاج إلى ملك؟" واحداً من أعلى الموضوعات المتصدرة في تويتر في تايلاند بعد أن نشر ناشط تايلاندي يقيم خارج البلاد تغريدة عن مواصلة الملك فاجيرالونغكورن السفر إلى ألمانيا خلال أزمة فيروس كورونا.
الوسم الذي يتساءل عن جدوى النظام الملكي استخدم أكثر من 1.2 مليون مرة خلال 24 ساعة في نهاية يوم الأحد، وفقاً للبيانات الموجودة على تويتر والمستندة إلى اتجاهات الوسوم للمستخدمين في تايلاند.
فيما كان من بين أوائل مستخدمي الوسم، الناشط التايلاندي البارز الذي يعيش في المنفى، سومساك جيمتيراساكول، والذي أشار يوم السبت في منشوره إلى أن الملك يرتحل في ألمانيا بينما تكافح تايلاند مع تفشي فيروس كورونا. ولم تتمكن وكالة Reuters، خلال تحققها من هذه المزاعم، أن تتأكد من الوجهة التي سافر إليها الملك خلال هذا الوقت.
يملك الملك فاجيرالونغكورن (67 عاماً) الذي تولى الحكم في العام الماضي، بيتاً آخر في ألمانيا يُطل على بحيرة شَتارنبِيرغ، وفقاً لموقع الأخبار الألماني Bild. وهو يقضي أغلب وقته خارج تايلاند.
رد القصر الملكي
فيما لم يستجب القصر الملكي التايلاندي على طلبات التعليق على المنشورات.
نشر وزير الاقتصاد الرقمي والمجتمع، بوتيبونغ بوناكانتا، تحذيراً للمواطنين على موقع تويتر من خرق القانون المتعلق بالمحتوى الإلكتروني، إلى جانب صورة ليد مكبلة فوق لوحة المفاتيح، وقال لوكالة رويترز عندما سُئل ما إن كان منشوره يوم 22 مارس/آذار متعلقاً بتلك المنشورات التي تتناول النظام الملكي: "لا أود التعليق".
وزير الاقتصاد أضاف أنه "لم أُحدد ما يتعلق به المنشور، إنها تذكرة عامة. نحن نتتبع جميع القضايا، مثل الأخبار الزائفة. ونراقب بصفة دورية قدر المستطاع. نحن نحترم التعبير عن الذات، لكنه إذا كان يُسبب ضرراً، فسوف نطبق القانون".
عندما سُئلت عما إذا كانت الحكومة سوف تتخذ إجراءات بصدد تلك المنشورات، قالت المتحدثة باسم الحكومة، نارومون بينيوسينوات، إن الوضع يخضع للمراقبة، لكن رد فعل الحكومة سيعتمد على المشاورات مع الوكالات الأمنية.
كورونا في تايلاند
فيما أكدت تايلاند حالة الوفاة الأولى والوحيدة بها بسبب كوفيد-19 يوم 1 مارس/آذار. وقد وصلت عدد الحالات المُصابة فيها إلى 721 منذ تفشي الفيروس.
وارتفع عدد الحالات المُؤكدة إصابتها بفيروس كورونا في تايلاند إلى 721 حالة، وهو ثاني أعلى رقمٍ في جنوب شرق آسيا بعد ماليزيا، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية الوطنية. وقد توفي شخص واحد بالمرض حتى الآن.