قال قادة بارزون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) سريع الانتشار في الولايات المتحدة قد يستمر لعدة أشهر، وإن الجيش سيواصل دعم جهود التصدي له، وهو ما توقعه عمدة مدينة نيويورك أيضاً الذي عبر عن قلقه من أن تزداد الأوضاع صعوبة في أبريل/نيسان أكثر مما هي عليه في مارس/آذار في المدينة التي باتت مركزاً للوباء في الولايات المتحدة، حيث تجاوزت أعداد الإصابات في الولاية 23 ألف إصابة، أي ما يقرب من نصف إصابات الولايات المتحدة بأكملها التي تجاوزت 50 ألف إصابة.
ليدعو البيت الأبيض من جهته أي شخص يغادر نيويورك إلى عزل نفسه لمدة 14 يوماً لوقف تفشي الفيروس الذي ينتقل بمعدلات كبيرة في المدينة وأمريكا التي أصبحت البؤرة الثالثة عالمياً في انتشار كورونا.
الأزمة قد تستمر لأشهر: قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، عندما سئل خلال ملتقى حكومي عبر الإنترنت، الثلاثاء 24 مارس/آذار، عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها التفشي وإلى متى سيواصل الجيش دعمه لجهود التصدي للفيروس: "أعتقد أننا في حاجة لأن نضع في خططنا استمراره لبضعة أشهر على الأقل، ونحن نتخذ جميع الإجراءات الوقائية للقيام بذلك".
خلال الملتقى ذاته، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنه في حين أن المدى الزمني غير واضح، فإنه بالنظر إلى تجارب بلدان أخرى، والتي قد تنطبق أو لا تنطبق على الولايات المتحدة، فقد يستمر التفشي حتى يوليو/تموز، وأضاف: "إذا كانت تنطبق، فإننا نعتقد على الأرجح استمرار التفشي حتى أواخر مايو/أيار أو يونيو/حزيران… وربما أواخر يوليو/تموز".
عمدة نيويورك قلق: قال عمدة مدينة نيويورك الأمريكية، بيل دي بلاسيو، الثلاثاء، إن التصدي للفيروس في المدينة التي باتت مركزاً للوباء في الولايات المتحدة قد يستمر لأشهر، وأعرب في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على تويتر، عن توقعه بأن تكون الأوضاع أصعب بالمدينة خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، أكثر من مارس/آذار الجاري، مشدداً على ضرورة تقديم الحكومة الفيدرالية مزيداً من المساعدات للمدينة التي باتت مركزاً للوباء في البلاد، وذكر أنه سبق أن تحدث مع الرئيس، دونالد ترامب، عن أن الأوضاع بالمدينة قد تعود لطبيعتها خلال عدة أسابيع، مضيفاً: "لكن إذا انهار النظام الصحي، وفقد كثير من الناس حياتهم، فلن يكون بالإمكان تحقق ذلك".
البيت الأبيض يحذر من يخرج من المدينة: من جهته، دعا البيت الأبيض أي شخص يغادر نيويورك إلى عزل نفسه لمدة 14 يوماً لوقف تفشي الفيروس، جاء ذلك بحسب ما نقلته، الثلاثاء، العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، عن طبيبة وزارة الخارجية، ديبورا بيركس، التي تقدم المشورة لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
البؤرة الثالثة عالمياً: بشكل عام احتلت الولايات المتحدة المركز الثالث على مستوى العالم من حيث معدلات تفشي الفيروس بعد كل من إيطاليا، والصين، فوفق آخر أرقام صادرة عن جامعة جونز هوبكينز الأمريكية، فقد وصل عدد الإصابات بالفيروس بالولايات المتحدة، إلى 53 ألفاً و740 إصابة، فيما وصلت الوفيات إلى 706 حالات. فيما تحتل ولاية نيويورك المركز الأول بين الولايات الأمريكية من حيث عدد المصابين، حيث سجل بها 23 ألفاً و230 إصابة، منها 13 ألفاً و119 في مدينة نيويورك ذاتها.
تحذير منظمة الصحة: على خلفية الارتفاع الكبير في الإصابات بالولايات المتحدة، حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من إمكانية تحوّل البلاد إلى بؤرة تفشي كورونا. جاء ذلك بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، منها واشنطن بوست، عن المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، التي أضافت: "نشهد تسارعاً كبيراً للغاية في حالات (الإصابة بكورونا) بالولايات المتحدة، لذلك هناك إمكانية لأن تتحول إلى بؤرة تفشّ للفيروس".
انتشار الفيروس عالمياً: حتى مساء الثلاثاء، أصاب كورونا أكثر من 407 آلاف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفاً، فيما تعافى أكثر من 104 آلاف. وقد أجبر انتشار الفيروس دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.