حفتر يستغل كورونا لتصعيد هجومه على طرابلس

قال مسؤول سياسي ليبي سابق إن قوات اللواء متقاعد خليفة حفتر غير ملتزمة بوقف إطلاق النار في ليبيا، وإن المعارك محتدمة في العاصمة طرابلس، والوضع مرشح للتصعيد في المرحلة القادمة، في ظل انشغال العالم بمكافحة فيروس "كورونا المستجد"، في تجاهل واضح للدعوة الأممية ومن دول أوروبية وعربية لهدنة إنسانية ووقف المعارك لمواجهة الفيروس الذي لم تعلن ليبيا بعد عن أية إصابة به رغم إصابته أكثر من 350 ألفاً حوال العالم.

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/24 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/24 الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش
الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر -  رويترز

قال مسؤول سياسي ليبي سابق إن قوات اللواء متقاعد خليفة حفتر غير ملتزمة بوقف إطلاق النار في ليبيا، وإن المعارك محتدمة في العاصمة طرابلس، والوضع مرشح للتصعيد في المرحلة القادمة، في ظل انشغال العالم بمكافحة فيروس "كورونا المستجد"، في تجاهل واضح للدعوة الأممية ومن دول أوروبية وعربية لهدنة إنسانية ووقف المعارك لمواجهة الفيروس الذي لم تعلن ليبيا بعد عن أية إصابة به رغم إصابته أكثر من 350 ألفاً حوال العالم. 

إذ أكد صلاح البكوش، وهو مستشار سابق للمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري)، في حديث مع الأناضول، أن قوات حفتر لا تستطيع التقدم على الأرض، وطائراتها لم تعد ذات فعالية، بعد أن ساعدت تركيا حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دولياً، على تنصيب مضادات للطيران في طرابلس (غرب)، لذلك قامت قوات حفتر بالقصف المدفعي والصاروخي لمطار معيتيقة بطرابلس، وميناء العاصمة، وحتى الأحياء المكتظة بالسكان، لتشتعل المعارك من جديد على الأرض في ظل تعليق عمل البعثة الأممية، وموقف قوات حفتر وداعميها مصر والإمارات المؤيد للحل العسكري.

إذ تنازع قوات حفتر الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتشن منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة.

المعارك محتدمة: شدد البكوش، الخبير والمحلل السياسي الليبي، على أن المعارك محتدمة على الأرض، خاصة بمحاور: الرملة (غرب مطار طرابلس القديم) والخلاطات، وعين زارة، والزطارنة (جنوبي طرابلس)، في محاولة من قوات حكومة الوفاق لاستهداف المدافع وراجمات الصواريخ (غراد)، التي تقصف العاصمة.

مع الانشغال بكورونا وأزمات سياسية معلقة: قال البكوش إن العالم مشغول حالياً بأزمة لم يسبق لها مثيل (فيروس كورونا المستجد)، والبعثة الأممية في ليبيا لا تعمل (منذ استقالة رئيسها غسان سلامة مطلع الشهر الجاري)، وحفتر ومصر والإمارات مقتنعون بأن هناك حلاً عسكرياً (لحسم الوضع في طرابلس)، لذلك فالموقف مرشح للتصعيد في المرحلة المقبلة، وما يحدث من اشتباكات دليل على ذلك.

الهدنة من وجهة نظر قوات حفتر: استدل البكوش على ترجيحه احتدام القتال بتصريح وصفه بـ "الغريب" لأحمد المسماري، الناطق باسم قوات حفتر، حيث قال إن "الهدنة كانت فترة راحة للإرهابيين، وسندخل إلى طرابلس بعد انتهائها"، وشدد على أن حفتر لم يتوقف بتاتاً عن إطلاق النار في أية مرحلة من المراحل، وحتى بعد أن حاولت تركيا وروسيا في موسكو (يناير/كانون الثاني 2020) التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رفض حفتر التوقيع.

كما لفت إلى أن مؤتمر برلين الدولي، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دعا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، كما حث قرار أصدره مجلس الأمن الدولي، في الشهر التالي، على الأمر ذاته، لكن حفتر استمر في قصف طرابلس. 

فيما أضاف البكوش أن لجنة "5+5" العسكرية (5 ضباط ممثلين للحكومة الليبية + 5 ممثلين لحفتر) لم تتوصل إلى حل، وتابع أن حفتر لم يستجب حتى بعد أن دعت الأطراف التسعة، وهي تضم دولاً بينها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى وقف إطلاق النار، لمساعدة الحكومة على مواجهة فيروس "كورونا المستجد" الذي يجتاح العالم.

هدنة إنسانية لمواجهة الفيروس: دعت كل من الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، بريطانيا، الولايات المتحدة والجزائر، في 17 مارس/آذار 2020، كافة أطراف النزاع الليبي إلى هدنة إنسانية لمواجهة الفيروس.

رغم إعلانها، السبت الماضي، ترحيبها بالهدنة، إلا أن ميليشيات حفتر واصلت قصفها أحياء متفرقة في طرابلس بصواريخ غراد، ما أوقع العديد من الضحايا بين المدنيين.

هل وصل كورونا إلى ليبيا؟ يأتي هذا في ظل انشغال عالمي بمكافحة "كورونا المستجد"، الذي أجبر دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق رحلات الطيران، وتعطيل الدراسة، وفرض حظر تجول، وإلغاء فعاليات عديدة وتعليق التجمعات العامة، بما فيها الصلوات الجماعية.

هذا، ولم يُعلن في ليبيا رسمياً حتى الإثنين  23 مارس/آذار عن تسجيل أية إصابة بالفيروس، أو حتى حالة اشتباه، فيما أصاب أكثر من 350 ألف شخص في العالم، وتوفى ما يزيد عن 15 ألفاً منهم، أغلبهم في إيطاليا، الصين، إسبانيا، إيران، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعافى أكثر من 100 ألف.

تحميل المزيد