أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد، الجمعة 20 مارس/آذار 2020، حجراً صحياً عاماً، وطلب من أغلب المواطنين البقاء في بيوتهم إلا للضرورة القصوى، وعلَّق التنقل بين المدن، في تشديد للإجراءات لمنع تفشي فيروس كورونا.
في كلمة وجهها إلى الشعب ونقلها التلفزيون، قال الرئيس التونسي إن على التونسيين ملازمة بيوتهم، وإن الدولة ستوفر لهم الغذاء، مضيفاً أن الخدمات الحيوية ستواصل العمل. ودعا التونسيين إلى عدم الجزع والخوف، قائلاً إن تونس قادرة على التصدي لهذا الفيروس. وأضاف أنه يتعين الاهتمام بأصحاب الدخول المنخفضة.
تونس، التي سجلت 54 حالة إصابة بالفيروس، كانت قد أعلنت في وقت سابق، حظر التجول، وأغلقت حدودها البحرية والبرية والجوية، كما أغلقت المقاهي والمساجد.
وقال مدير الصحة في سوسة، سامي الرقيق، لـ"رويترز"، الخميس 19 مارس/آذار، إن تونس سجلت أول وفاة بفيروس كورونا، وأضاف "الرقيق" أن المتوفاة امرأة.
الصمت يخيم على شوارع تونس
كسرت أصوات لتلاوة القرآن تنبعث من بعض المساجد وصوت ريح خافت، الهدوء والصمت اللذين خيما على شوارع تونس منذ الأربعاء، أول يوم لحظر التجول، بهدف منع تفشي فيروس كورونا في البلاد.
بينما انتشرت قوات الشرطة في دوريات ثابتة ومتحركة؛ لتطبيق قرار حظر التجول، الذي يمتد من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً، ويُتوقع أن تنتشر أيضاً قوات الجيش، في وقت لاحق. ويُسمح فقط لأصحاب المهن الليلية أو المرضى بالتنقل.
إذ كان الرئيس قيس سعيّد أعلن، الثلاثاء 17 مارس/آذار، حظر التجول، في تشديد للإجراءات لمكافحة "كورونا"، بعد أن قررت تونس، في وقت سابق، إغلاق المقاهي والحدائق العامة والأسواق، وحظرت الصلاة في المساجد، كما أغلقت حدودها البحرية والبرية والجوية.
كان البعض يسرعون الخطى قبل وقت قليل من بدء حظر التجول، في حين كان آخرون يشترون ما يحتاجونه من بعض المتاجر التي تتأهب لإغلاق أبوابها.
وقال سالم العجمي، وهو تاجر أغلق للتوّ متجره، إنه يصعب عليه تخيُّل توقُّف الحركة في ساعة مبكرة. وأضاف بينما كان يحمل بعض المواد الغذائية: "يصعب علينا أيضاً قبول أن يتغير نمط حياتنا فجأة بهذا الشكل.. لكن كل العالم تغيرت حياته بسبب فيروس كورونا".
في أحد أحياء العاصمة كان شُبان يتجمعون، في تحدٍّ لقرار حظر التجول. وانتقدت الحكومة سابقاً عدم تقيُّد كثير من التونسيين بالتوصيات وتجنب التجمعات. وقال شاب يدعى محمد الزريبي: "لا يوفرون لنا عملاً ويطلبون منا أيضاً البقاء في البيوت! لن أعود إلى البيت في هذا الوقت المبكر.. نحتاح للحديث مع الأصدقاء على الأقل".