طلبت الولايات المتحدة من رعاياها في الخارج إما العودة للبلاد أو البقاء بعيداً لأجل غير مسمى، فيما أمرت ولاية كاليفورنيا، ثالث بؤرة لتفشي الفيروس في أمريكا بعد نيويورك وواشنطن، سكانها البالغ عددهم ٤٠ مليوناً بالبقاء في المنزل مع توقعات بإصابة 56٪ من سكان الولاية خلال الأسابيع الثمانية القادمة، ما يتطلب عدداً من أسرّة المستشفيات تزيد بنحو 20 ألف سرير عما يمكن أن توفره الولاية حالياً، بينما أغلقت لوس أنجلوس جميع المراكز التجارية والأعمال غير الضرورية إلى أجل غير مسمى في الولاية التي يعيش بها ١٠ ملايين شخص، وذلك في الوقت الذي زاد فيه عدد الوفيات في البلاد نتيجة الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-١٩) إلى 200 حالة، فيما وصلت الإصابات إلى ١٢ ألفاً.
مع تكثيف السلطات للإجراءات الرامية لمنع الفيروس من الانتشار، قد تعلن واشنطن أيضاً قيوداً على السفر عبر حدود الولايات المتحدة مع المكسيك في وقت قريب جداً ربما الجمعة ٢٠ مارس/آذار وتُقصر العبور على الدواعي الضرورية حسبما ذكر مسؤولان مطلعان على الأمر لرويترز. ويجيء هذا عقب إجراء مماثل تم اتخاذه يوم الأربعاء بإغلاق الحدود مع كندا.
في حين كشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ عن مقترح لتحفيز اقتصادي بقيمة تريليون دولار لضخ أموال لقطاع الأعمال وللشعب الأمريكي مباشرة، بعد أقل من ٤٨ ساعة على موافقة ترامب على مشروع قدمه الديمقراطيون يضمن مجانية الكشف والعلاج للمرضى وعدم الاقتطاع من رواتبهم بمنحهم إجازات مرضية مدفوعة الأجر.
سكان كاليفورنيا ولوس انجلوس في المنازل: حذرت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين من أنهم إذا سافروا للخارج "فقد تتعطل خطط تنقلاتكم بشدة وقد تضطرون للبقاء خارج الولايات المتحدة لأجل غير مسمى".
فيما أصدر حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، أمراً للسكان البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، بالبقاء في المنازل، وقال إنه تم تقييد التجول غير الضروري من أجل السيطرة على انتشار الفيروس الذي يهدد بتدمير النظام الصحي بكاليفورنيا، وذلك لحين صدور أمر آخر.
فيما تابع قائلاً: "هذا وقت اتخاذ القرارات الصعبة، نحن مضطرون للإقرار بالحقيقة"، مشيراً إلى أنه قد يغادر الناس منازلهم فقط للعمل الأساسي أو للقيام بشراء احتياجاتهم من البقالة أو الأدوية، وأشار إلى أن المطاعم في الولاية ستبقى مفتوحة شريطة تقديم خدماتها للناس في المنازل.
إذ تعتبر ولاية كاليفورنيا، بعد كل من العاصمة واشنطن ونيويورك، الأعلى من حيث عدد الإصابات والوفيات، إذ وصلت الإصابات بالفيروس بها إلى 910 حالات، والوفيات بلغت 19، فيما وصلت في نيويورك 5 آلاف و298 إصابة، تليها واشنطن بـ1376 إصابة.
قبل دقائق من تصريحات نيوسوم، أصدر المسؤولون بمنطقة لوس أنجلوس أمراً بإغلاق كل المراكز التجارية والأعمال غير الضرورية وطلبوا من سكانها البالغ عددهم ١٠ ملايين نسمة تجنب التجمعات التي تضم عشرة أشخاص أو أكثر.
خطة جمهورية لتحفيز اقتصادي: مع تضرر الاقتصاد، كشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ عن خطة تحفيز اقتصادي حجمها تريليون دولار لتوفير أموال للشركات والأفراد. وكان الرئيس دونالد ترامب يدعو بقوة لمثل هذا البرنامج.
إذ قدم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، الخميس، مشروع قرار لتوفير تريليون دولار لتغطية "أربع أولويات ملحة وضرورية"، وهي: توفير مساعدات مالية مباشرة للأمريكيين، و "إغاثة سريعة" للشركات الصغيرة والموظفين العاملين فيها، وخطوات للحفاظ على "الاستقرار الاقتصادي" ودعم العاملين في المجال الصحي والمرضى الذين "يواجهون الفيروس في الخطوط الأمامية".
سيكون هذا ثالث قانون طارئ بالكونغرس عقب خطة قيمتها 105 مليارات دولار تغطي اختبارات الكشف عن كورونا وأخذ عطلات مرضية مدفوعة الأجر وبعد إجراء حجمه 8.3 مليار دولار للتصدي لانتشار الوباء سريع الانتشار وتطوير لقاحات.
من المقرر أن يقوم الأعضاء الديمقراطيون في المجلس بدراسة المقترح الجمهوري قبل طرحه للتصويت أمام المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون بأغلبية بسيطة. وفي حال إقرار المشروع في هذه الغرفة التشريعية، ينتقل إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، وإذا أقر هناك، يذهب إلى مكتب الرئيس الأمريكي الذي يكون بمقدوره أن يقره ليصبح قانوناً.
ضخ الملايين لمكافحة كورونا: كانت الإدارة الأمريكية قد قالت، الثلاثاء ١٧ مارس/آذار، إنها تسعى إلى حزمة تحفيز بقيمة تريليون دولار قد تشمل شيكات بألف دولار للأمريكيين في غضون أسبوعين، وذلك في محاولة لدعم الاقتصاد مع ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس على مستوى البلاد. كما وقع الرئيس الأمريكي، الخميس، قانوناً يخصص مئة مليار دولار لإجراء اختبارات مجانية لفحص فيروس كورونا ومنح إجازات مرضية مدفوعة الأجر للمصابين بالفيروس.
تغير نبرة ترامب في الحديث عن كورونا: مع تهاوي أسواق الأسهم وارتفاع عدد الوفيات بالولايات المتحدة نتيجة المرض، تغيرت بشدة نبرة ترامب وهو يتحدث عن المرض هذا الأسبوع، وطالب بإجراء عاجل وذلك بعد أسابيع ظل خلالها يهون من مخاطره.
توقف الحياة في أمريكا: تسبب هذا المرض التنفسي سريع الانتشار في توقف معظم مظاهر الحياة الأمريكية إذ أغلقت المدارس والشركات واضطر الملايين للعمل من المنزل وفقد كثيرون أعمالهم وتقلصت حركة السفر بقوة.
انتشار الفيروس عالمياً: حتى مساء الخميس، أصاب كورونا 244 ألفاً و526 شخصاً في 177 بلداً وإقليماً بينهم أكثر من 10 آلاف وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، فيما شفي منه نحو ٨٦ ألفاً. وقد أجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.