في وقت أدانت فيه السلطات العراقية، القصف الذي تعرضت له قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في معسكر التاجي شمالي العاصمة بغداد، تواصل القوات الأمريكية شن ضربات جوية ضد أهداف تابعة للحشد الشعبي.
وتوجهت أصابع اللوم لكتائب "حزب الله العراقي" حول القصف على القاعدة الذي أسفر عن مقتل أمريكيين وبريطاني، بالإضافة إلى إصابة 12 آخرين بجروح مختلفة من قوات التحالف الدولي بعد سقوط 18 صاروخ كاتيوشا أطلقتها فصائل مسلحة موالية لإيران.
كتائب حزب الله هي المنفذ
وذكر مصدر أمني في قوات الحشد الشعبي لـ "عربي بوست" أن كتائب حزب الله هي من نفذت العملية العسكرية ضد "الاحتلال الأمريكي" في معسكر التاجي، ثأراً لاغتيال أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.
وكان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قتلا مع مرافقيهم في 3 يناير/كانون الثاني، بغارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد.
عملية مدبرة بمساعدة داخلية
وأكد مصدر عراقي مقرب من السفارة الأمريكية ببغداد، والذي رفض ذكر اسمه، لـ "عربي بوست"، أن هذه العملية كانت مدبرة ومخططاً لها منذ أيام، وأن "كتائب حزب الله العراقي" هي المتهم الأول بتنفيذها.
وأشار في الوقت ذاته إلى وجود ضباط أمن عراقيين داخل معسكر التاجي متعاونين مع "حزب الله" عبر إعطاء إحداثيات عن تواجد قوات التحالف الدولي وأماكن تجمعهم داخل المعسكر.
وأضاف أن هذا الاستهداف من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران هو الهجوم الـ17 لتلك الفصائل ضد القواعد العسكرية والمنشآت الأمريكية في العراق، منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد العراقي أبو مهدي المهندس. لكن هذه المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى من الأمريكيين.
وذكر أن القصف الأخير استهدف مستشارين وضباطاً أجانب يعملون تحت غطاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتدريب قوات الأمن العراقية لمواجهة تنظيم داعش والمجاميع المسلحة الإرهابية.
الحشد الشعبي ينفي
وعقب ذلك، نفى الحشد الشعبي العراقي، علاقته بالهجوم على معسكر التاجي واستهداف التحالف الدولي.
وقال محمد الموسوي القيادي في الحشد لـ "عربي بوست"، إن الاتهامات التي وجهت للحشد بشأن استهداف معسكر التاجي غير صحيحة، ولو كانت فصائل المقاومة هي من قامت بالقصف لتبنت ذلك دون خوف.
وأكد أن الحشد الشعبي قوة عسكرية رسمية تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة ولديها قانون رسمي ولا تخرج عن أوامر قياداتها، على حد تعبيره.
وأوضح الموسوي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لاغتيال قادة الحشد الشعبي بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس بغارة جوية قرب مطار بغداد الدولي.
وأن أي استهداف للقادة وفصائل الحشد سيكون له رد قاس على القواعد العسكرية والمنشآت الأمريكية في البلاد، واصفاً تواجدهم على الأراضي العراقية بأنه "انتهاك لسيادة الوطن واحتلال".
رد أمريكي وتوعد من حزب الله
وكان اللواء ألكسوس غرينكوش نائب قائد العمليات والاستخبارات في التحالف الدولي، حمل السلطات العراقية مسؤولية الهجوم الإرهابي على جنود التحالف في معسكر التاجي شمالي بغداد.
وأمهل اللواء السلطات العراقية 48 ساعة للكشف عن الجهة المنفذة للهجوم، أو اتخاذ خطوات أخرى ستدفع ثمنها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.
وذكر الجيش العراقي، في بيان، الجمعة 13 مارس/آذار 2020، إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية على 5 مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي والشرطة والجيش بالعراق، وقد شملت المواقع المستهدفة موقعاً في النجف و3 أماكن أخرى إلى الجنوب من العاصمة بغداد، ثم أعلن مسؤول بمطار كربلاء تنفيذ ضربة جوية استهدفت المطار تحت الإنشاء. وتأتي الهجمات الأمريكية انتقاماً لهجوم معسكر التاجي الذي قُتل فيه جنديان أمريكيان وعسكري بريطاني، واتهمت قوات الحشد الشعبي وحزب الله المدعومة إيرانياً بالمسؤولية عن تنفيذه.
لاحقاً، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها نفذت ضربات جوية استهدفت 5 مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة "كتائب حزب الله"، منها مخازن أسلحة استخدمت في هجمات على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ولم يذكر الجيش الأمريكي عدد الأشخاص الذين ربما قُتلوا في الضربات الأمريكية التي قال مسؤولون إنها نُفذت بطائرات بطيارين.
لكن لا يوجد ما يشير إلى عمليات قتل بارزة على غرار ما أجازه الرئيس دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني، عندما قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني.
هذا، وقد حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في بيان للبنتاغون بشأن الضربات، من أن الولايات المتحدة مستعدة للرد مجدداً إذا لزم الأمر، وقال إسبر: "سنتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق وفي المنطقة".
لكن في المقابل ذكر المصدر بالحشد الشيعي أن هناك عمليات أخرى مماثلة لعملية معسكر التاجي واستهداف الاحتلال الامريكي على الأراضي العراقية في المستقبل، في حال قامت واشنطن والدول المتحالفة معها باستهداف فصائل الحشد والمقاومة الإسلامية واغتيال قياداته.