كشفت وكالة رويترز، السبت 7 مارس/آذار 2020، تفاصيل جديدة عن اعتقال السعودية لأمراء في الأسرة الحاكمة، مشيرةً إلى أن أحد المعتقلين كان خياراً مقبولاً لدى الأسرة لتولي السلطة، لاسيما أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت إن الاعتقالات لها صلة بمحاولة انقلاب مزعوم.
تفاصيل أكثر: رويترز نقلت عن مصدرين مطلعين على ما حدث -لم تذكر اسميهما- تأكيدهما الاعتقالات التي جرت ليل الجمعة السبت، وطالت الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، والأمير محمد بن نايف ابن شقيق العاهل السعودي، فيما ذكرت صحف غربية أن الاعتقالات طالت أيضاً الأمير نواف بن نايف.
قال المصدران للوكالة إن "الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة، وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، وتعرُّض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي".
أضاف المصدران أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش، معتبرين أن الأمير أحمد -الذي تم اعتقاله- أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
رويترز أشارت أيضاً إلى ما قالته مصادر في وقت سابق، عن أن "الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017".
تأتي هذه التفاصيل الجديدة، بعدما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن احتجاز الأمير أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف "له صلة بمحاولة انقلاب"، ولا تزال التفاصيل حول هذه الرواية ضئيلة، لكنها أضافت أن "الرجلين اللذين كانا يوماً من الأيام على طريق الوصول إلى العرش، أصبحا مهددين الآن بالسجن أو الإعدام".
أضافت الصحيفة أن "حراساً من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء ذهبوا إلى منزلي الرجلين واعتقلوهما وفتشوا منزليهما، مشيرة إلى أنه قد وجهت لهما تهمة "الخيانة".
من جانبها لم تصدر السعودية أي رد رسمي على تقارير اعتقال الأمراء، وقالت رويترز إن المكتب الإعلامي للحكومة السعودية لم يرد على طلب للتعليق حول الحادثة.
بينما تغيب معرفة الأسباب الحقيقية للاعتقالات، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه "قد يكون واحد من الدوافع المحتملة للاعتقالات الجديدة متعلقاً بتقدم الملك سلمان في العمر، إذ يبلغ 84 عاماً، فقد يكون ولي العهد يسعى إلى احتجاز كل المنافسين المحتملين لخلافة والده قبل وفاة الملك أو تنحيه عن العرش".
لكن الصحيفة أشارت في الوقت ذاته إلى أنه "لم يعط أيٌّ من الأمراء المعتقلين مؤخراً أيَّ إشارة على اعتزامهم منافسة ولي العهد على الحكم".
كذلك لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي يواجه مؤخراً تضجراً في المملكة والعالم الإسلامي الأكبر، "إزاء قراره أحادي الجانب بتعليق الزيارات إلى مكة على خلفية انتشار فيروس كورونا، وهي خطوة رغم ندرتها تمثل سابقة في التاريخ الإسلامي".
في هذه النقطة تحديداً، جادل المحافظون بأنه في حين علق الأمير محمد دخول الحجيج فإن أماكن الترفيه العصرية التي أدخلها محمد بن سلمان على المملكة، مثل دور السينما، لا تزال مفتوحة أمام الجمهور.
الصورة الكبيرة: تحرك الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد، بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في عام 2017.
بعد تولي السلطة احتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في 2017، ضمن حملة قالت المملكة إنها لمكافحة الفساد، وعُرفت حينها باسم "حادثة الريتز كارلتون"، نسبة إلى فندق "ريتز كارلتون" الذي تم احتجاز الأمراء فيه.
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن سعوديين عن مطلعين ودبلوماسيون غربيين لم تذكر اسمهم، قولهم إنه "من غير المرجح أن تُعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاماً) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه".
كان الملك سلمان قد فوّض معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله، ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء، ويستقبل الضيوف الأجانب.
أما الأمير أحمد بن عبدالعزيز، فلم يظهر بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، بعد شهرين ونصف الشهر قضاها في الخارج.
خلال هذه الرحلة بدا أنه ينتقد القيادة السعودية، أثناء رده على محتجين خارج مقر إقامته في لندن، حينما كانوا يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.
تأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران، ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية، من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر/كانون الأول 2019.
كان الأمير محمد قد لاقى إشادة في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وفتح الاقتصاد، لكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن، وقتل الصحفي السعودي خاشقجي، واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.