أعلنت الحكومة الأمريكية، الأربعاء 4 مارس/آذار 2020، أنها وجهت إلى مترجمة بوزارة الدفاع (البنتاغون) تهمة نقل معلومات سرية كشفت فيها أسماء أصول أمريكية رئيسية لمواطن أجنبي مرتبط بجماعة حزب الله اللبنانية، كانت على علاقة رومانسية معه.
تفاصيل الخبر: ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) ألقوا القبض على مريم طه تومسون (61 عاماً)، التي كانت تعيش في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، داخل قاعدة عسكرية بالخارج في 27 فبراير/شباط 2020. ومثلت للمرة الأولى أمام محكمة مقاطعة كولومبيا الجزئية الأربعاء 4 مارس/آذار 2020. وزارة العدل قالت في بيان إن تومسون وجهت لها اتهامات بـ "نقل معلومات دفاعية سرية شديدة الحساسية إلى مواطن أجنبي له صلات واضحة بحزب الله"، وقالت إنها "شملت معلومات عن أصول بشرية، بما ذلك أسماؤهم الحقيقية، ما عرض "حياة الأصول البشرية والأفراد العسكريين الأمريكيين لخطر شديد".
ماذا جاء في التحقيقات؟ حسب القائم بأعمال مساعد مدير شعبة مكافحة التجسس في "إف بي آي" روبرت ويلز، فإن المكتب تمكن من إحضار المتهمة إلى الولايات المتحدة من العراق "لمواجهة العدالة"، وفقاً لما نشره موقع الحرة الإخباري.
بعد أن كشفت التحقيقات أنها ابتداء من 30 ديسمبر/كانون الأول 2019، أي بعد يوم من الغارات الجوية الأمريكية على ميليشيات مدعومة من إيران في العراق، وفي اليوم الذي اقتحم محتجون فيه السفارة الأمريكية في العراق، أظهرت سجلات تحولاً ملحوظاً في نشاط المتهمة على أنظمة وزارة الدفاع، بما في ذلك الوصول المتكرر إلى معلومات سرية لم تكن بحاجة إلى الوصول إليها.
وبعد تفتيش مكان إقامتها، تم العثور على "مذكرة" مكتوبة بخط اليد باللغة العربية مخبأة تحت مرتبة سريرها، وتحتوي على معلومات سرية قامت بنقلها إلى "متآمر" كانت على علاقة رومانسية معه.
كيف علق البنتاغون؟ في تعليقه عن الحادثة وصف مساعد وزير العدل لشؤون الأمن القومي جون دريمز سلوك تومسون المزعوم بأنه "عار" لبلدها. إذ قال في بيان إنه "أثناء وجودها في منطقة حرب، يشتبه بأن المتهمة قدمت معلومات دفاعية قومية حساسة، تتضمن أسماء أفراد يساعدون الولايات المتحدة، إلى مواطن لبناني موجود في الخارج"، مضيفاً: "إذا ثبتت صحة ذلك، فإن هذا السلوك يمثل وصمة عار، خاصة بالنسبة لشخص يعمل متعاقداً مع جيش الولايات المتحدة. ستتم المعاقبة على هذه الخيانة للبلد والزملاء".
عودة إلى الوراء: وفي ديسمبر/ كانون الأول 2019 شهد محيط السفارة الأمريكية توترات كبيرة، حيث قام المحتجون في العراق باقتحام السفارة الأمريكية، بعدما أعلنوا عزمهم إغلاقها وطرد السفير من البلاد، وذلك رداً على هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية، على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الأنبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن هذه الضربات تأتي رداً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمالي العراق.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.