“أول تراجع كبير للنظام السوري”.. المعارضة تسيطر على مدينة سراقب الاستراتيجية وتقطع الطريق الدولي M5

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/27 الساعة 06:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/27 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
قوات المعارضة السورية/ رويترز

قال مقاتلو معارضة سوريون، الخميس 27 فبراير/شباط 2020، إن المعارضة المدعومة من تركيا انتزعت السيطرة على مدينة سراقب، في أول تراجع كبير للنظام السوري، في إطار هجوم تدعمه روسيا وحقق مكاسب سريعة، وذلك في وقت أعلنت فيه أنقرة عن مقتل جنديين في سوريا، قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة التي منحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للنظام السوري لسحب قواته خلف نقاط المراقبة التركية، قبل نهاية شهر فبراير/شباط.

هذه المدينة الاستراتيجية، التي تقع شمال غرب البلاد، تشكل نقطة تحول في العمليات العسكرية، ذلك كون المدينة عقدة تقاطع الطريقين الاستراتيجيين m5 وm4، اللّذين يشكّلان الهدف البارز للنظام.

أردوغان يجدد تهديده

هذا التطور جاء بعد أن أعلنت وزارة الدفاع التركية أن اثنين من جنودها قُتلا، وأصيب آخران في ضربة جوية استهدفت القوات التركية في منطقة إدلب بسوريا، فيما شدد أردوغان من جهته على أن بلاده تعتزم طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة العسكرية التركية في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا هذا الأسبوع، رغم تقدم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا.

كانت أنقرة قد أرسلت آلافاً من قواتها وشاحنات محملة بالمعدات للمنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا لدعم قوات المعارضة.

من جانب آخر، حققت قوات الأسد على الأرض مكاسب جديدة في جنوب محافظة إدلب، حيث سيطرت على عدد من القرى أمس الأربعاء، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب، ومنافذ إخبارية تديرها جماعة حزب الله اللبنانية حليفة الأسد.

هدف قوات النظام السوري، من وجهة نظر رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، هو الوصول إلى بلدة كفر عويد التي ستجبر السيطرة عليها مقاتلي المعارضة على الانسحاب من قطاع أكبر من الأراضي، منها آخر موطئ قدم لهم في محافظة حماة.

يذكر أن تركيا كانت قد أقامت 12 موقعاً للمراقبة حول "منطقة خفض التصعيد" في إدلب بموجب اتفاق أبرم عام 2017 مع روسيا وإيران، لكن العديد منها أصبح الآن خلف الخطوط الأمامية للقوات الحكومية السورية. وسيطر معارضون سوريون مدعومون من الجيش التركي على بلدة النيرب في إدلب هذا الأسبوع، وفقاً لمصادر تركية ومن المعارضة السورية، وهي أول منطقة تُنتزع من القوات الحكومية المتقدمة.

موجة مهاجرين

تشعر أنقرة بقلق متزايد من تكدس النازحين إلى الجنوب من حدودها مع سوريا. وتقول تركيا، التي استقبلت بالفعل نحو 3.6 مليون لاجئ سوري، إنها لا يمكنها التعامل مع موجة جديدة من المهاجرين وأغلقت حدودها.

كما يزداد الشعور بالقلق مع تقدم قوات النظام السوري مقتربة من مخيمات النازحين قرب الحدود التركية، حيث يخشى النازحون أن يحاصروا وسط القتال.

سياسياً، استمر المسؤولون الأتراك والروس في التواصل، حيث عقدوا جولة ثالثة من المحادثات في أنقرة يوم الأربعاء، بهدف خفض التوتر في المنطقة. وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن المحادثات ستستمر اليوم الخميس. 

أما عن نتائج هذه المحادثات، فلم تحقق جولتان سابقتان في أنقرة وموسكو تقدماً ملموساً، فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية، أن الوزارة تتوقع نتائج إيجابية، لكن مسؤولاً تركياً لم يبدِ تفاؤله، حيث أكد لرويترز أنه "في الوقت الراهن، الدبلوماسية العسكرية وحدها هي التي تُطبق، وليس من الممكن حل المشكلة على الأرض بهذه الطريقة".

من وجهة نظر المسؤول التركي، فإنه من غير المرجح التوصل لنتائج واضحة قبل عقد قمة تركية روسية إيرانية مقررة يوم السادس من مارس/آذار. واقتُرحت قمة قبل يوم من هذا الموعد بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، لكن موسكو لم تبدِ تقبلاً للفكرة.

عدم التفاؤل التركي، انعكس أيضاً في كلمة أردوغان التي ألقاها الأربعاء، حيث عبر عن أمله في حل مسألة استخدام المجال الجوي في إدلب قريباً.

يذكر أن روسيا تتحكم في المجال الجوي للمنطقة، وتقصف بشكل يومي المعارضة المسلحة التي تساندها تركيا، دعماً لهجوم القوات الحكومية.

تحميل المزيد