ارتفع الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، عدد قتلى المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا إلى 17 نتيجة قصف بالقنابل العنقودية نفذته قوات نظام بشار الأسد على المدارس والأحياء السكنية. وأفاد مراسل الأناضول، أن القصف استهدف 4 مدارس في أنحاء متفرقة من المدينة.
سياق الحدث: يستمر قصف قوات النظام السوري مدعوماً من الطيران الروسي في قصف مناطق المدنيين في محافظة إدلب، ودفع هجوم قوات النظام في إدلب منذ بداية كانون الأول/ديسمبر نحو 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى ترك منازلهم. وقالت الأمم المتحدة إن 170 ألفاً منهم يقيمون في العراء. كما أسفر عن مقتل أكثر من 400 مدني.
تفاصيل الخبر: أوضحت مصادر في الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء)، للأناضول، أن 6 مدنيين قتلوا في القصف بينهم معلمان وتلميذ في مركز مدينة إدلب. وأضافت أن القصف في ساعات المساء أسفر عن مقتل 10 في بلدة معرة مصرين ومقتل شخص في بلدة بنش.
في وقت سابق الثلاثاء، أعلنت مصادر الدفاع المدني السوري عن مقتل 4 مدنيين في القصف، قبل الإعلان عن الحصيلة الجديدة. ورصدت عدسة الأناضول آثار القصف على إحدى المدارس، حيث انغرز أحد الصواريخ التي أطلقتها قوات النظام في أرضية ساحة المدرسة.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن العنف لا يفرق "بين منشآت صحية أو سكنية أو مدارس وجوامع وأسواق". ودعت إلى "تفادي أكبر قصة رعب إنسانية في القرن الحادي والعشرين" عبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
رد فعل أمريكي: من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن النظام السوري لن يستطيع أن يحقق نصراً عسكرياً في هجماته على إدلب، قائلاً إن بلاده تعمل مع تركيا لرؤية ما يمكنها فعله حيال ذلك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، شدد فيه على ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بسوريا. وأشار بومبيو، إلى أن "نظام الأسد والروس والإيرانيين، قوضوا جميع جهود وقف إطلاق النار (في إدلب)".
كما أضاف "كما قلناها مراراً، النظام السوري لن يستطيع أن يحقق نصراً عسكرياً، وهجومه في إدلب يزيد فقط من خطر الدخول في صراع مع حليفنا في الناتو تركيا". ودعا بومبيو، إلى ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإجراء مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
عودة إلى الخلف: خلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة جنوب إدلب وغرب حلب، وواصلت قوات النظام تقدمها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أنها سيطرت خلال الأيام الثلاثة الماضية على 15 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي.
في مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.
إذ أدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و790 ألفاً آخرين، إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ يناير/كانون الثاني 2019.