فيديو لأب سوري جعل طفلته تضحك بدلاً من البكاء تحت القصف.. حيلة استخدمها لتجنيبها صدمة نفسية 

لجأ سوري نازح في مدينة سرمدا، بمحافظة إدلب شمال سوريا، إلى وسيلة تحاكي فيلماً عالمياً، للحيولة دون تأزم طفلته نفسياً من أصوات القصف والطائرات، وفق ما أظهره مقطع فيديو حظي بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/18 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/18 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
السوري عبد الله محمد خلال إيهامه لطفلته بأن صوت القذائف مجرد لعبة - مواقع التواصل

لجأ سوري نازح في مدينة سرمدا، بمحافظة إدلب شمال سوريا، إلى وسيلة تحاكي فيلماً عالمياً، للحيولة دون تأزم طفلته نفسياً من أصوات القصف والطائرات، وفق ما أظهره مقطع فيديو حظي بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. 

حيلة نفسية: السوري عبدالله محمد نزح مؤخراً إلى مدينة سرمدا، للحفاظ على أرواح أسرته من نيران قوات نظام بشار الأسد وقنابل الطائرات الروسية، ولديه طفلة اسمها "سلوى"، تبلغ من العمر 4 أعوام.

فكّر محمد في الحالة النفسية لابنته سلوى التي تتعرض يومياً لسماع دوي انفجارات الصواريخ والقنابل وهدير الطائرات الحربية في المنطقة، ولتجنيب طفلته مخاطر إصابتها بصدمات نفسية جراء الأصوات العنيفة، حوّل محمد أصوات الانفجارات والقصف إلى وسيلة للتسلية مع سلوى، تمكن من خلالها من رسم البسمة على وجهها. 

في مقطع الفيديو تطلق الطفلة سلوى قهقهة مع والدها، حينما تسمع دوي انفجارات، ظناً منها أنها مصدر تسلية.

Syrian man plays heart-wrenching 'laughing game' with daughter

Abdullah Muhammed and his daughter Selva, four, can be seen laughing at the sound of shelling in this video shared on social media. The father, displaced in Idlib provice, has tried to insulate Selva from trauma by telling her that the noise is part of a game.

Gepostet von The Guardian am Montag, 17. Februar 2020

محاكاة لفيلم إيطالي: وسيلة الأب السوري استحضرت للأذهان الفيلم الإيطالي "الحياة جميلة"، الذي يحكي قصة أب يهودي وابنه، اقتيدا إلى معسكرات الاعتقال إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

يحكي الفيلم، الذي عُرض عام 1997، أن الأب اليهودي يقوم بتضحيات كبيرة لحماية ابنه، موهماً إياه بأن الحرب "لعبة"، ويعِد الأبُ ابنَه في الفيلم بمنحه "دبابة" كجائزة إذا ما اختتم اللعبة بنجاح.

آثار الحرب على الأطفال: يعاني الأطفال السوريون بشكل عام من آثار نفسية جراء اللجوء والنزوح، لكن الأكثر تأثراً منهم أولئك الذين يعيشون في مناطق تتعرض بشكل مستمر للقصف من قوات النظام وحلفائه. 

من بين ما يتعرض له أطفال سوريون من آثار نفسية سيئة، إصابتهم بـ "اضطراب ما بعد الصدمة، ومن أعراضها الكوابيس، واسترجاع الذكريات، وتبليل الفراش، حينما ينتهي تماماً الخطر المباشر أو تهديد السلامة".

في دراسة أعدها "مركز دمشق للأبحاث والدراسات/ مداد"، خلُصت إلى أن "معظم الأطفال والمراهقين السوريين يعانون أمراضاً نفسية نتيجة الحرب"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

أظهرت النتائج أن 40% من أفراد العينة الذين شملتهم الدراسة يعانون اضطرابات القلق بأشكالها المختلفة، و18% يعانون من الاكتئاب، فيما يعاني 42% متلازمات وأعراضاً نفسية متنوعة، شملت اضطراب الشدة بعد الصدمة النفسية، واضطرابات النوم والكوابيس، وفقدان الذاكرة النفسي المنشأ، وتبدد الشخصية المترافق باضطراب الوعي والذهول، ونوبات الهلع، والمخاوف المرضية.

المشهد العام بإدلب: يواصل نظام الأسد وحلفاؤه هجومهم على محافظة إدلب التي يقطنها حوالي 3.5 مليون شخص، وتسببت المعارك الأخيرة في تهجير ما لا يقل عن 300 ألف شخص.

في سبتمبر/أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، يحظر فيها الأعمال العدائية، ومنذ هذا التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام والقوات الروسية، منتهكين بذلك كلاً من اتفاق وقف إطلاق النار في 2018، واتفاق آخر بدأ تنفيذه في 12 يناير/كانون الثاني.

علامات:
تحميل المزيد