قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن وفداً من أعضاء مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى توجَّه إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، في أول زيارة للمنظمة الأم لليهود الأمريكيين. ويُعتقَد كذلك أنها أول زيارة رسمية تجريها منظمة يهودية أمريكية للمملكة منذ عام 1993.
تفاصيل الزيارة: وكالة أنباء The Jewish Telegraphic Agency علمت أنَّ الزيارة التي استمرت منذ الإثنين الماضي، 10 فبراير/شباط 2020، وحتى أمس الخميس 13 فبراير/شباط 2020، شملت عقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين كبار، ولقاءً مع محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الذي ترأس مؤخراً وفداً لزيارة معسكر أوشفيتز النازي. ويُنظَر إلى العيسى على أنه أحد المقربين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كما ركزت المحادثات بين أعضاء مؤتمر الرؤساء والمسؤولين السعوديين على مكافحة الإرهاب ومصادر زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ما أهمية ذلك بالنسبة لإسرائيل؟ من المستبعد أن تكون زيارة الأسبوع الجاري قد حدثت من دون مباركة إدارة ترامب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتشجيعهما. إذ يسعى صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، المُقرب من الأمير محمد بن سلمان، لحشد الدعم لخطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي أعلنها البيت الأبيض في الشهر الماضي، والتي قوبلت بتشكك من أكثرية المجتمع الدولي.
من جانبه، يسعى نتنياهو، الذي يفضل الخطة، إلى الترويج لنفسه بأنه فاعل رئيسي على الساحة الدولية قبيل الانتخابات الشهر المقبل، وهي الجولة الثالثة من الانتخابات التشريعية التي تجريها إسرائيل في أقل من عام.
ما نعرفه عن المؤتمر: "مؤتمر الرؤساء" هو الكيان الأم للمنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، وتأسس في الخمسينيات ليكون صوتاً موحداً لليهود في ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية. وعانى في السنوات الأخيرة من انقسامات حول انتقاد سياسة الاستيطان الإسرائيلية، ومدى قرب العمل مع إدارة ترامب.
لكن فضلّ عددٌ من المنظمات عدم الحضور، أبرزها الحركة اليهودية الإصلاحية.
ماذا يعني ذلك؟ الزيارة تشير إلى ما يمكن أن يكون قرباً متزايداً بين بعض الجماعات اليهودية الأمريكية الرئيسية والمملكة العربية السعودية. فيما تتشارك إسرائيل والسعودية القلق حول الأنشطة الإيرانية في المنطقة، والخوف من تطوير طهران برنامج أسلحة نووية.
الرياض تعرضت، في وقت سابق، لسيل من الانتقادات في السنوات الأخيرة بسبب قمع المعارضين. وفي عام 2018، قتل عملاء سعوديون بوحشية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة وأصبح من منتقدي النظام، عندما كان يزور إسطنبول.
لكن السعودية ارتبطت بعلاقات غير رسمية أوثق مع إسرائيل في السنوات الأخيرة.
وفي عام 1993، أرسل المؤتمر اليهودي الأمريكي وفداً إلى السعودية، تزامناً مع عملية أوسلو للسلام.