قالت أسرة مواطن أمريكي من أصول مصرية لقي حتفه في أحد السجون المصرية إنها تشعر بخيبة أمل، لأن الرئيس دونالد ترامب أو غيره من كبار المسؤولين في إدارته لم يحاولوا التواصل معهم عقب وفاة مصطفى قاسم، بعد فترة سجن استمرت لأكثر من ست سنوات بتهم ملفقة، في وقتٍ قال مسؤولون في البيت الأبيض إنهم لم يسمعوا بالقضية رغم مساعي الأسرة الحثيثة للتواصل مع السفارة الأمريكية لمحاولة إنقاذه قبل وفاته متأثراً بحالته الصحية التي تردت بالسجن، حيث كان يقضي فترة حكمه البالغة 15 عاماً.
العائلة خائبة الأمل: قالت عائلة قاسم الذي كان سيبلغ عامه الـ 55، الثلاثاء 11 فبراير/شباط: "لم نسمع شيئاً من الرئيس ترامب. لا كلمات مواساة، أو اهتمام، أو دعوات، أو تعازي". وأضافت في بيانٍ أن "الرئيس ترامب تخلّى عن مصطفى في حياته، ومات مصطفى. والآن يتخلى عنه في مماته. نشعر بخيبة أمل كبيرة".
موقف الإدارة الأمريكية: يُذكر أن ترامب لم يغرد أو يتحدث عن وفاته. فيما قال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، الذي عمل سابقاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لشؤون الرهائن، يوم الإثنين، إن الإدارة "تثير دوماً (حالات) الأمريكيين المحتجزين في الخارج.… ولكن لسوء الحظ، لا ننجح دوماً بنسبة 100%، لكننا دائماً نبذل قصارى جهدنا".
فيما قالت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي للصحفيين الشهر الماضي- بعد أيام من وفاة قاسم- إنها لم تكن على دراية بقضيته ولا ترغب "في الحديث عن ذلك. لقد سمعت عنه منكم فقط".
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية في 19 يناير/كانون الثاني 2020 إن وزير الخارجية مايك بومبيو أعرب عن غضبه إزاء "وفاته المأساوية التي لا مبرر لها" خلال لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رغم أن البيانات المصرية لم تشر إلى القضية.
مشرّعون غاضبون: من جانبهم، طالب مشرِّعون جمهوريون وديمقراطيون بفرض عقوبات على الحكومة المصرية ومراجعة المساعدات الخارجية الأمريكية للبلاد. كما حمَّلت عائلة قاسم إدارةَ ترامب مسؤولية وفاته، وفق موقع شبكة ABC News الأمريكية.
وفاة بالسجن: أضرب الأب لطفلين وسائق سيارة الأجرة في مدينة نيويورك عن الطعام منذ سبتمبر/أيلول عام 2018 لرفع الوعي بقضيته، والتماساً لمساعدة ترامب في تأمين إطلاق سراحه دون جدوى، إذ توفي قاسم في 10 يناير/كانون الثاني 2020 بسبب قصور في القلب أثناء وجوده في السجن لقضاء عقوبة مدتها 15 عاماً بعد محاكمته في محاكمة جماعية مع أكثر من 700 من المتهمين الآخرين ودون تقديم دليل واحد ضده.
اتصال بالسفارة دون جدوى: كانت عائلة قاسم على اتصال مع مسؤولي السفارة الأمريكية والموظفين الدبلوماسيين في مصر، الذين "ساعدوا الأسرة في تجاوز هذه الفترة العصيبة"، وفقاً لمحامي قاسم برافين مادراجو. ولكن لم يتواصل معهم أي من كبار المسؤولين مباشرة.
فعندما كان قاسم لا يزال على قيد الحياة، لم يكن من الواضح مدى اهتمام الإدارة بإثارة قضيته. فبعد اجتماع في ديسمبر/كانون الأول 2019 مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو أثار قضية قاسم، لكن كبير الدبلوماسيين الأمريكيين رفض الإفصاح عما إذا كان قد أثار قضية الأمريكيين المحتجزين عندما كان في القاهرة في يناير/كانون الثاني عام 2019 أم لم يفعل.
علاقة ترامب والسيسي: يُذكر أن ترامب تجمعه علاقة حميمة مع الرئيس المصري، الذي أشاد به باعتباره "صديقاً رائعاً" رغم حملات القمع العنيفة التي شنها السيسي على الديمقراطية وجماعات المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتعديلاته في القانون المصري لتمديد فترة حكمه.