أردوغان يُعلن خطوات بلاده في إدلب.. أبرزها منع طيران الأسد من التحليق بحرية وضرب قواته بأي مكان 

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، عن عدة خطوات ستتخذها بلاده بخصوص التصعيد في إدلب، والذي أودى بحياة جنود أتراك، ودفع أنقرة إلى الرد على قوات نظام الأسد، في حين أعلنت أنقرة أن وفداً تركياً سيُسافر إلى روسيا لبحث ملف إدلب.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/12 الساعة 10:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/12 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الأناضول

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، عن عدة خطوات ستتخذها بلاده بخصوص التصعيد في إدلب، والذي أودى بحياة جنود أتراك، ودفع أنقرة إلى الرد على قوات نظام الأسد، في حين أعلنت أنقرة أن وفداً تركياً سيُسافر إلى روسيا لبحث ملف إدلب.

لماذا الحدث مهم؟ تشير تصريحات الرئيس التركي إلى تصعيد عسكري قريب مُحتمل بين أنقرة ونظام الأسد ما لم يلتزم الأخير بالشروط التي وضعتها أنقرة لخفض التصعيد، كما أنها تشير من ناحية أخرى إلى وجود خلافات بين تركيا وروسيا التي تدعم النظام في هجومه على إدلب، حيث تقول أنقرة إن موسكو لم تلتزم بالاتفاقيات المُبرمة حول المدينة السورية. 

رسائل تهديد: في حديثه أمام البرلمان التركي وجه أردوغان رسائل تحذير واضحة لنظام الأسد، تُمثل الخطوات التي ستقوم بها تركيا في المرحلة المقبلة. 

– من أبرز ما أشار إليه الرئيس التركي أن طائرات النظام التي تقصف إدلب لن يكون بإمكانها حالياً التحليق بحرية كما كان في السابق، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل حول ذلك. 

بالأمس أعلنت المعارضة إسقاط طائرة مروحية للنظام في بلدة النيرب شرق إدلب، وبعد إسقاطها بوقت قليل تحدثت وزارة الدفاع التركية عن إسقاط المروحية في بيان مقتضب، وقالت إن قوات النظام انسحبت من البلدة عقب ضرب المروحية. 

– توعد أردوغان نظام الأسد بأنه في حال تعرض للقوات التركية في إدلب، فإن أنقرة سترد عليه "سواء داخل حدود اتفاق سوتشي أم خارجها"، مشيراً بذلك إلى احتمالية ضرب قوات النظام في أي مكان بسوريا.

– أعاد أردوغان التأكيد على أن بلاده ستقوم "بما يجب فعله بلا تردد على الأرض وفي الجو" إذا لم تنسحب قوات النظام إلى ما بعد نقاط المراقبة التركية – البالغ عددها 12 – في إدلب مع نهاية فبراير/شباط 2020، مؤكداً أن بلاده مستعدة "لدفع الثمن من أجل حق الشعب السوري في البقاء على أرضه".

اعتبر أردوغان أيضاً أن "أي كفاح لا تقوم به بلده داخل سوريا، ستقوم به لاحقاً داخل حدود تركيا"، وقال: "إذا تركنا المبادرة للنظام السوري والأنظمة الداعمة له فلن نرتاح في تركيا".

أمام عن عدد قتلى الجنود الأتراك بسبب هجمات النظام في إدلب، فقال أردوغان إن الجيش التركي خسر 14 جندياً فضلاً عن إصابة 41 آخرين.

مباحثات روسية تركية: بالتزامن مع تهديدات الرئيس التركي، نشر الكرملين جانباً من المحادثة الهاتفية التي أجراها أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. 

وأوضح الكرملين أن الرئيسين بحثا الوضع المتفاقم في منطقة خفض التصعيد بإدلب، مضيفاً أن الطرفين أكدا أهمية تنفيذ اتفاق سوتشي الموقع بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول عام 2018.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أغلو، إن وفداً تركياً سيتوجه إلى روسيا لبحث مسألة إدلب.

كان مسؤولون من البلدين قد عقدوا يوم السبت والثلاثاء الماضيين اجتماعين في تركيا بخصوص إدلب، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق واستمر التصعيد في إدلب من قبل نظام الأسد المدعوم من روسيا. 

اتفاق سوتشي: الاتفاق الذي تريد تركيا تطبيقه تم التوصل إليه بين أنقرة وموسكو في سبتمبر/أيلول 2019، ونص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح ما بين 15 إلى 20 كيلومتراً على طول خط التماس بين قوات النظام، وقوات المعارضة في إدلب ابتداء من 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

كما نص الاتفاق على الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها، وطلب من روسيا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.

المشهد العام: دفع التقدم السريع لقوات النظام في إدلب آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة، قرابة 700 ألف شخص إلى النزوح عن بيوتهم والاتجاه صوب الحدود التركية المغلقة، وتقول تركيا التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري إنه لا يمكنها استيعاب المزيد.

يأتي الهجوم على إدلب على الرغم من وجود اتفاق توصلت إليه تركيا وروسيا وإيران في مايو/أيار 2017، لإقامة "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.

تحميل المزيد