شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، مظاهرات ليلية احتجاجاً على انعدام الخبز والوقود ووسائل نقل الركاب. وهذا هو اليوم الأول لتلك الاحتجاجات في العاصمة، بينما تشهد مدن عطبرة (شمال)، كوستي (جنوب)، الدمازين (جنوب شرق)، احتجاجات مماثلة منذ 3 أيام.
حسب شهود عيان فإن "مئات المحتجين خرجوا في مدن الخرطوم، والخرطوم بحري، وأمدرمان غربي العاصمة، وأحرقوا إطارات سيارات، وأغلقوا شوارع رئيسية". وشهدت العاصمة، خلال الأسابيع الماضية، ازدياداً في طوابير الخبز والوقود.
إذ يعاني السودان أزمة حادة في تأمين مادة البنزين، ما أدى إلى تكدس السيارات أمام محطات الوقود.
من جهتها، قالت وسائل إعلام سودانية، إن أزمة الخبز تفاقمت في 18 ولاية سودانية بما فيها العاصمة خلال اليومين الماضيين، وتزايدت طوابير الخبز في العديد من المدن بينما تظاهر الآلاف في مدينتي عطبرة وكوستي احتجاجاً على شح الخبز.
كما ذكرت أن مهلة أعلنها وزير التجارة والصناعة، مدني عباس، تنتهي مساء السبت 8 فبراير/شباط، وهي التعهدات التي ذكرها المسؤول السوداني في مقابلة مع محطة تلفزيونية قبل ثلاثة أسابيع بإنهاء طوابير الخبز خلال هذه الفترة.
بينما قال تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، في بيان، إنه "علم السبت بسداد وزارة المالية لجزء من مستحقات شركات الغلال المتأخرة، وأن الشركات التزمت بالعمل بكامل طاقتها لإنتاج ما يغطي حاجة البلاد يومياً من الدقيق".
أضاف التحالف أن وزارة التجارة والصناعة تسلمت نحو 73 ألف جوال دقيق من الشركات، بعدما كان إنتاجها الخميس الماضي 53 ألف جوال، على أن يرتفع إلى 100 ألف جوال بداية من الأحد، مع العلم أن حاجة البلاد الفعلية 80 ألف جوال يومياً.
كما أوضح أن "العاصمة وعدداً من المدن شهدت شحاً كبيراً في الدقيق، نسبة لإضراب إحدى أكبر الشركات عن العمل، فضلاً عن قيام جهات بدفع أموال لبعض الموظفين لتنفيذ الإضراب".
وتابع: "بحسب المتابعات شهدت الفترة الماضية صراعاً مكتوماً بين الوزارة وبعض الوكلاء وبعض أصحاب المخابز على خلفية الرقابة المفروضة عليهم من قبل لجان المقاومة بالتنسيق مع الوزارة".
يستهلك السودان مليوني طن قمح سنوياً بقيمة نحو ملياري دولار، ويغطي الإنتاج المحلي بين 12 – 17% من هذه الكمية، وفق وزارة المالية. وتعاني الحكومة السودانية في توفير اعتمادات النقد الأجنبي المطلوبة لاستيراد القمح، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.