أشاد أعضاء ديمقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ، من بينهم النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، بموقف السيناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يُمثِّل ولاية يوتا، بعدما خالف موقف حزبه الجمهوري بإعلان أنه سيصوِّت لتأييد إدانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحدى مادتي المساءلة الموجَّهة إليه، لكن هذا لم يكن موقف الجمهوريين والبيت الأبيض منه، إذ اعتبروه موقفاً "محبطاً وفاشلاً".
جاء هذا الإعلان قبل ساعاتٍ من تصويت مجلس الشيوخ بتأييد تبرئة ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس، على التوالي، والذي انتهى بتبرئة الرئيس دونالد ترامب من تهمة "إساءة استخدام سلطات منصبه"، بتأييد 52 صوتاً ومعارضة 48، ومن تهمة "عرقلة عمل الكونغرس"، بأصوات 53 عضواً أقروا بأن الرئيس الأمريكي غير مذنب مقابل معارضة 47 صوتاً.
الجمهوري المغرد خارج السرب: في خطابٍ مدته 8 دقائق في قاعة مجلس الشيوخ، استشهد رومني -الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2012- بأهمية قَسَم المساءلة لتوفير "العدالة النزيهة" التي أقسم على حمايتها جميع أعضاء مجلس الشيوخ، وفق ما نقلته شبكة Fox News الأمريكية.
إذ قال رومني: "أنا شديد التدين. وإيماني يقع في صميم هويتي. إنَّ السؤال الخَطِر الذي يُكلِّف الدستور أعضاء مجلس الشيوخ بالإجابة عنه هو ما إذا كان الرئيس قد ارتكب فعلاً في غاية السوء والفظاعة لدرجة أنه يرقى إلى مستوى الجريمة العالية والجُنحة. نعم لقد فعل ذلك".
ثناء من الديمقراطيين: من جانبها، قالت أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك، بعد تصويت مجلس الشيوخ، إن الحزب الجمهوري "صُعِق" من قرار رومني. وأضافت: "أعرف مقدار الضغط الهائل الذي تشعر به.. والشجاعة التي تحلَّيت بها جديرةٌ بالاعتراف والتقدير. أن تخالف الجميع وتقف وحدك هكذا".
فيما وصف السيناتور كريس مورفي، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية كونيتيكيت، كلمات رومني بأنها "أحد أهم الخطابات التي حظيت بسماعها شخصياً على الإطلاق". وأضاف: "في الوقت الذي يتساءل فيه الكثيرون عمَّا إذا كان هناك شرفٌ قد تبقَّى في الحياة العامة، يضرب ميت رومني مثالاً على أن الشرف ما زال موجوداً".
ومن جهتها اتفقت إليزابيث وارن، التي أعلنت ترشُّحها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وعضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، مع تأكيد رومني الذي قال فيه إنَّ "إفساد أي تصويت ليُبقي المرء نفسه في منصبه ربما يكون أكثر الانتهاكات إساءةً وتدميراً لقسم اليمين الدستورية من وجهة نظري". إذ كتبت وارن تغريدةً قالت فيها: "أتفق معك يا ميت رومني. والتصويت بتأييد إدانة الرئيس يُعد عملاً وطنياً. شكراً لك".
بينما أعرب إريك سوالويل، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، عن شكره لرومني على "شجاعته في تصويت المساءلة"، وكتب على تويتر مخاطباً رومني: "لقد فضَّلتَ أمن بلادنا القومي على مصالحك الشخصية والسياسية. وهذا عكس ما فعله دونالد ترامب. سيذكر التاريخ اسمك بكلماتٍ إيجابية لما فعلته".
ماذا رأى الجمهوريون؟ وصف السيناتور ستيف دينس، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية مونتانا، التصويت المخالف الذي أدلى به رومني بأنه "محبط للغاية"، مضيفاً: "أختلف معه بشدة. لكنه يجب أن يُعبِّر عن رأيه".
والبيت الأبيض: تحدث بيان صادر عن المكتب الصحفي للبيت الأبيض عن رومني أيضاً، لكنه وصفه بـ"الفاشل"، في احتفائه بتبرئة ترامب، وقال إن التصويت لم يوافق عليه سوى "المعارضين السياسيين للرئيس"، وهم الديمقراطيون.
تبرئة ترامب: برأ مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ترامب من مادتي الاتهام -إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس- على أسسٍ حزبية، فيما كان رومني هو الجمهوري الوحيد الذي صوَّت بتأييد إدانة ترامب بإساءة استخدام السلطة، لكنه صوَّت مع زملائه الجمهوريين بتأييد تبرئة ترامب من تهمة عرقلة الكونغرس.
تجدر الإشارة هنا إلى أن ما فعله رومني سيحرم ترامب من الحديث في حملته الانتخابية عن أنه بريءٌ بإجماع الجمهوريين في حملةٍ قامت على أسسٍ حزبية صارمة لعزله.