رشَّحت مجموعةٌ من المشرعين الأمريكيين البارزين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، المتظاهرِين المُطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ لجائزة نوبل للسلام، في خطوةٍ قد تُغضِب الصين وسط التوترات المستمرة بين البلدين، وفق ما ذكره موقع وكالة Bloomberg الأمريكية، الأربعاء 5 فبراير/شباط 2020.
ففي رسالةٍ إلى لجنة جائزة نوبل للسلام، أوصى السيناتور ماركو روبيو والسيناتور جيمس ماكغفرن -الرئيسان الجمهوري والديمقراطي للجنة التنفيذية المعنية بشؤون الصين في الكونغرس- بتقديم الجائزة إلى "الأشخاص ذوي العدد الهائل، والمجهولين في الغالب، (الذين) خاطروا بحياتهم وصحتهم ووظائفهم وتعليمهم، من أجل المطالبة بمستقبلٍ أفضل لهونغ كونغ".
كتب المُشرِّعون أنَّ "هذه الجائزة ستُكرِّم ملايين الناس في هونغ كونغ الذين ألهمت شجاعتهم وتصميمهم العالم"، مُشيدين بالحركة الاحتجاجية وواصفين إيَّاها بأنَّها "مُنظمة ومتماسكة بدرجةٍ مُبهِرة، مع أنَّها مرنة وبلا قيادة".
تأتي هذه الرسالة في وقتٍ حساس للغاية، إذ تكافح بكين لاحتواء تفشِّي فيروس كورونا سريع الانتشار الذي انتشر بالفعل في مختلف أنحاء العالم، ويُعرِّض الصين لخطر تفاقم التباطؤ الاقتصادي بالبلاد ككل.
الصين وصفت الولايات المتحدة بأنَّها "يد سوداء"
تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ قرار ترشيح متظاهري هونغ كونغ، الذين يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب في المستعمرة البريطانية السابقة منذ أكثر من سبعة أشهر، قد يثير اتهاماتٍ صينية جديدة بالتدخُّل الأجنبي في هونغ كونغ.
إذ يُذكَر أنَّ الصين وصفت الولايات المتحدة بأنَّها "يد سوداء" وراء الاحتجاجات، وهو ادعاءٌ رفضته وزارة الخارجية الأمريكية ووصفته بأنه "سخيف".
كما أنه كثيراً ما تتهم الصين المتظاهرين بالسعي إلى الحصول على الدعم والتوجيه وحتى التمويل من الحكومات الأجنبية التي تأمل زعزعة استقرار الاقتصاد الصيني.
كذلك شبَّهت المتظاهرين -الذين ألقوا قنابل مولوتوف حارقة وقوالب طوب على الشرطة وخرَّبوا نظام المترو في المدينة- بالإرهابيين. في حين أطلقت شرطة هونغ كونغ الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين، واعتقلت آلافاً على مدار أشهر من الاشتباكات.
تقرير الوكالة الأمريكية يوضح أنه يبدو أنَّ توصية المشرعين الأمريكيين تحذو حذو رسالةٍ أُرسلت إلى لجنة نوبل في عام 2018، دعماً للناشط البارز جوشوا وونغ وبعض القادة الآخرين لحركة المظلات التي طالبت بالديمقراطية في هونغ كونغ في عام 2014.
يُذكَر أنَّ مظاهرات هونغ كونغ بدأت في يونيو/حزيران الماضي، بسبب معارضة مشروع قانون -ألغيَ لاحقاً- كان سيسمح بتسليم المجرمين إلى البر الصيني الرئيسي. ثم تحوَّلت إلى حركةٍ أوسع ضد سيطرة الحكومة الصينية على المركز المالي في المدينة.