تزداد عزلة الصين عالمياً يوماً بعد يوم، مع اتساع تفشي فيروس كورونا القاتل في مدنها، وبعد انتقاله إلى العديد من دول العالم، وأصبح البلد الآسيوي الكبير محاطاً ببلدان بعضها أغلق حدوده معها، فيما قررت بلدان أخرى إغلاق مجالاتها الجوية أمام القادمين من الأراضي الصينية، لتتحول الصين إلى ما يشبه "السجن الكبير".
إغلاق الحدود: تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية إلى أن فيروس كورونا أصبح ينتشر بسرعة قياسية، ارتفعت معها أعداد القتلى الذين وصلوا إلى 427، والمصابين الذي وصل عددهم إلى 20636، من بينهم 3200 شخص أصيبوا بالفيروس فقط خلال الساعات الـ24 الماضية.
هذا الاجتياح الكبير للفيروس أجبر العديد من دول العالم على مضاعفة تدابيرها الوقائية، لا سيما الدول القريبة من الصين.
روسيا: وقع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين مرسوماً يقضي بإغلاق حدود روسيا في شرقها الأقصى مع الصين، وتجمع البلدين حدود مساحتها 4250 كلم، وقررت موسكو أيضاً ترحيل الأجانب المصابين بفيروس كورونا، وإعادة المواطنين الروس جواً إلى ديارهم من إقليم هوبي الصيني بؤرة تفشي الفيروس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
قيرغيزستان وكوريا: أعلنت قيرغيزستان السبت الأول من فبراير/شباط 2020 إغلاق حدودها البرية مع الصين، وتوقيف الرحلات الجوية معها، كذلك ألغت كوريا الشمالية معظم رحلات الطيران إلى الصين وفرضت حجراً صحياً إجبارياً على جميع القادمين من هناك ووضعت قيوداً مشددة على المعابر الحدودية.
هونغ كونغ: أعلنت زعيمة هونغ كونغ، كاري لام، الإثنين 2 فبراير/شباط 2020، إغلاق كافة المعابر البرية والبحرية بين الإقليم والصين، باستثناء معبرين.
إعادة القادمين وإلغاء الرحلات: لجأت دول أخرى إلى تشديد إجراءاتها الاحترازية في المطارات، فمنعت الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، والفلبين، والعراق، دخول أجانب زاروا الصين مؤخراً، إلى أراضيها.
كذلك قررت العديد من الدول تعليق رحلاتها إلى الصين، وهي: تركيا، والإمارات (لكنها سمحت بالرحلات فقط إلى العاصمة الصينية بكين)، والجزائر، والمغرب، وقطر، وباكستان، وكينيا، ومصر، وكندا.
بالموازاة مع هذه الإجراءات، نفذت دول عدة حول العالم عمليات إجلاء لمواطنيها الموجودين في الصين، لكنها وضعتهم ضمن الحجر الصحي لمدة لا تقل عن أسبوعين، حيث يعتقد الأطباء أن الفيروس يحتاج إلى هذه الفترة حتى تبدأ أعراضه بالظهور.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، الإثنين، قراراً بمنع جميع من زاروا الصين مؤخراً، من الصعود على متن السفن السياحية حول العالم.
شركات طيران تزيد العزلة: مع استمرار انتشار فيروس كورونا، فإن العديد من شركات الطيران العالمية قررت بنفسها إيقاف الرحلات إلى الصين على الرغم من أن حكوماتها لم تتخذ قراراً بتعليق السفر بالكامل إلى الصين.
من بين أبرز الشركات: إير فرانس (فرنسا)، وبريتش إيرويز (بريطانيا)، لوفتهانزا (ألمانيا)، إيبيريا (إسبانيا)، ليون إير (إندونيسيا).
في ذات الوقت، قررت شركات طيران تقليص رحلاتها إلى الصين، ومن بينها: دلتا، وأمريكان إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز (أمريكا)، "كي إل إم" (هولندا)، فين إير (فنلندا).
خسائر كبيرة: تسبب فيروس كورونا وإغلاق مدن في الصين تصدر صناعات إلى العديد من دول العالم، بتكبيد بكين خسائر اقتصادية هائلة، وقالت وكالة رويترز إن قيمة الأسهم الصينية انخفضت بنحو 400 مليار دولار.
أما على المستوى الخسائر البشرية فإن قتلى الفيروس وصل حتى الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2020 إلى 427، في حين وصل عدد الإصابات إلى 20695.
بهذه الزيادة تتجاوز حصيلة ضحايا فيروس كورونا الغامض عددَ الوفيات بفيروس سارس الذي انتشر في الصين عام 2003، وتسبب في قتل 349 شخصاً وإصابة 5332، ويضع ذلك تحديات كبيرة أمام الحكومة الصينية ودول العالم التي تسعى جاهدة لمنع وصول الفيروس إلى أراضيها.
نظرة أقرب إلى الفيروس: "كورونا الجديد" الذي بات يسمى "فيروس ووهان" ينتقل عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال.
من أول أعراضه ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكُلى، قد ينتهي بالموت.
كشفت الصين عن الفيروس أول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان (وسط). ويوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي، لمواجهة تفشي الفيروس الذي انتشر لاحقاً في عدة بلدان؛ متسبباً في حالة رعب سادت العالم أجمع.