يتنامى شعور أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخيبة الأمل، إزاء رفض البيت الأبيض لخطط ضم مستوطنات يهودية في الضفة الغربية في الحال، كما هو مقرر في خطة ترامب للسلام، وتركّز غضبهم بشكل خاص على المستشار الرئاسي جاريد كوشنر. بينما يعتزم ما يسمى مجلس "يشع" (يضم زعماء المستوطنات) نصب خيمة خارج مكتب نتنياهو، للمطالبة بـ "السيادة الآن".
وفقاً لتقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2020، تُلقي مصادر من مجموعات المستوطنين الإسرائيليين ومن المقربين من رئيس الوزراء باللوم على كوشنر في حدوث انقسام في الإدارة، وتصور السفير الأمريكي ديفيد فريدمان أنه أكثر ميلاً لضم إسرائيل للمستوطنات في وقت قصير، وأن كوشنر يرفض التحرك السريع.
يقول مراقبون إن هذه الخطوة ستمكن نتنياهو من تعزيز دعم التيار اليميني له قبل الانتخابات الوطنية، في مارس/آذار المقبل.
مَن المذنب؟ نتنياهو أم كوشنر؟
خفتت الحماسة التي سادت داخل حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بعد ظهور رئيس الوزراء جنباً إلى جنب مع الرئيس ترامب، في مؤتمر إعلان الخطة بعد تعثر خطط الضم.
ألقى البعض باللوم على رئيس الوزراء في هذا الموقف المحرج، إما بسوء فهمه لموقف البيت الأبيض أو محاولته فرض جدوله الزمني السريع، بغض النظر عن أي شيء آخر. وتساءل عنوان رئيسي في صحيفة The Jerusalem Post: "ما السبب في الخطأ الفادح في خطط نتنياهو للضم؟".
لكن تقارير أخرى امتلأت بشكاوى لم تُذكر أسماء أصحابها، بأن كوشنر هو من يحبط خطط نتنياهو ليحقق أقصى استفادة من الخطة التي طال انتظارها. إذ نشر مراسل قناة 13، نداف إيال، تغريدة قال فيها إن أشخاصاً مقربين من نتنياهو يتهمون كوشنر بـ "طعن" رئيس الوزراء في ظهره، وينبهون إلى أن من صوتوا لترامب من الإنجيليين "لن يكونوا سعداء".
ولا يزال الجدول الزمني للضم غير واضح، لكن التأخير يزيد بالفعل من انزعاج التيار اليميني في إسرائيل، التي انتظرت خطة السلام باعتبارها لحظة انتصار وتعزيز سياسي لنتنياهو، الذي يحاول مقاومة اتهامات الفساد التي تلاحقه.
خيمة خارج مكتب نتنياهو للمطالبة بـ "السيادة الآن"
سيحقق مقترح ترامب الإنجازات التي طال انتظار إسرائيل لها، والتي منها السيطرة على وادي الأردن ومعظم القدس. وقد رفضت القيادة الفلسطينية الخطة فوراً لأنها منحازة بشدة لصالح إسرائيل.
أما الإشارات التي تدل على أن بعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل ستدعم الخطة، أو على الأقل ستتعامل معها بحيادية، فقد ضعفت حين صوت وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية بالإجماع يوم الأحد على رفضها.
فيما طالب زعماء مجموعات المستوطنين، وهم عنصر رئيسي في دعم رئيس الوزراء، نتنياهو بالبدء الآن في التحرك لتنفيذ هدفهم طويل الأمد، المتمثل في بسط السيادة الإسرائيلية على أكثر من 135 مستوطنة موزعة على ثلث الضفة الغربية. وعارض العديد من المستوطنين خطة السلام ككل، لأنها تسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقبلية تتمتع بحكم ذاتي محدود على الأراضي المتبقية، لكنهم لا يزالون يأملون في استغلال المقترح لسَن قانون الضم.
إلا أن رفض خطة السلام يزداد صلابة، ما أدى إلى انقسام الحراك، إذ أعلن مجلس يشع، وهو مجلس يضم زعماء المستوطنات، أنه سيعارض المقترح رسمياً يوم الإثنين، ما دفع عمدة أرئيل، وهي إحدى أكبر المستوطنات وأكثرها اعتدالاً، إلى الاستقالة من الهيئة.
يعتزم المجلس نصب خيمة خارج مكتب نتنياهو للمطالبة بـ "السيادة الآن"، وفقاً لصحيفة Yedioth Ahronoth اليومية الناطقة بالعبرية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت في اجتماع مع المجلس: "ما يمكن أن يؤخذ لا بد أن يُؤخذ"، وفقاً للتقرير.