تجاوز انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي العقبة الرسمية الأخيرة في بروكسل، أمس الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، ليصبح سارياً بشكل نهائي اعتباراً من الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020 بعد علاقة صاخبة استمرت 27 عاماً.
الدول الأعضاء الـ27 أيدت اتفاق الانسحاب الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات الصعبة.
وجاءت الموافقة تحت مسمى "الإجراء المكتوب" وهو رسائل بالبريد الإلكتروني من دول التكتل.
كما ستدخل بريطانيا في مفاوضات موازية مع الحليف الأمريكي التاريخي، بعدما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماسة لهذا الانفصال، معتبراً أنه يشكل آفاقاً اقتصادية جديدة، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بريطانيا لن تصبح بلداً عضواً في الاتحاد الأوروبي اعتباراً من السبت، لكنها ستدخل مرحلة انتقالية تستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول لمنح المواطنين والشركات وقتاً للتأقلم مع الأوضاع الجديدة.
خلال الفترة الانتقالية ستستمر بريطانيا في تطبيق قوانين الاتحاد، لكنها لن تكون ممثلة في مؤسساته.
كما يخطط البرلمان الأوروبي لوضع أحد أعلام بريطانيا لديه في متحف التاريخ الأوروبي القريب الذي يقص أهم الأحداث التي مرت بها القارة منذ عام 1789.
انتصار لبوريس جونسون
وتعتبر هذه خطوة ملموسة وانتصاراً لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي نجح حيث فشلت سلفه تيريزا ماي التي خاضت مفاوضات طويلة وصعبة مع الاتحاد الأوروبي ولم تتمكن من إقناع البرلمان بتمرير الاتفاق.
وبعدما أعاد التفاوض على النص في الخريف مع بروكسل، تمكن رئيس بلدية لندن السابق من تمريره في البرلمان في نهاية يناير/كانون الثاني، بسبب حصوله على غالبية قوية في البرلمان قبل أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي في جلسة كانت مؤثرة جداً للنواب البريطانيين الأوروبيين عند رحيلهم.
فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء: "سنحبكم دائماً وسنكون دائماً قريبين منكم وسنفتقدكم".
من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست، ميشال بارنييه، الذي بات مكلفاً بالمباحثات حول العلاقة المستقبلية مع لندن: "أشعر بالأسف لأن تكون اختارت بريطانيا الانعزال بدل التضامن. إنه بالطبع يوم حزين ودراماتيكي. يساهم ذلك في إضعاف الجانبين".