قال مسؤول عسكري أمريكي، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، إن الولايات المتحدة انتشلت رفات أشخاص من الطائرة العسكرية الأمريكية التي تحطَّمت في أفغانستان، وتقوم بعملية تأكيد هويات أصحابها.
الجيش الأمريكي كان قد أكد الإثنين، 27 يناير/كانون الثاني، تحطُّم طائرة عسكرية تابعة له من طراز إي-11 أيه، في إقليم غزنة، لكنه نفى ما أعلنته طالبان عن إسقاطها.
محاولات سابقة لانتشال رفات الضحايا
في وقت سابق، الثلاثاء، دارت اشتباكات بين القوات الأفغانية ومسلحين من طالبان، لدى محاولة القوات الحكومية الوصول إلى المنطقة التي تحطَّمت فيها الطائرة في وسط البلاد، والتي تسيطر عليها طالبان. وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن عدة محاولات تمت لانتشال الرفات، لكن أعاقتها طبيعة الأرض والطقس.
بينما امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق.
من جهته، قال خالد وردك، قائد شرطة إقليم غزنة لرويترز، إن السلطات أرسلت قوات أمن لموقع التحطم في منطقة ده يك، بمجرد أن تلقّت بلاغاً بوقوعه، لكن مسلحي طالبان نصبوا كميناً لتلك القوات.
أضاف: "وفقاً لمعلوماتنا، هناك أربع جثث وشخصان كانا على قيد الحياة على متن الطائرة، وهما مفقودان"، مشيراً إلى أن القوات تلقَّت أمراً بعد ذلك بالتراجع والاستعاضة عن ذلك بعملية جوية.
بينما قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن القوات الأفغانية المدعومة من الجيش الأمريكي حاولت السيطرة على المنطقة المحيطة بموقع تحطم الطائرة، واشتبكت مع مقاتلي الحركة.
أضاف لرويترز أنهم تمكنوا من صدّ تلك المحاولة، مشيراً إلى أن طالبان ستسمح لفريق إنقاذ بالدخول لانتشال الجثث من موقع التحطم. وقال: "أحصى مقاتلو طالبان في الموقع ست جثث من تحطم الطائرة الأمريكية". وأضاف أنه من المحتمل أن يكون هناك مزيد من القتلى، لكن يصعب التأكد، لأن الحطام تحوّل بأكمله إلى رماد، بسبب النيران التي نشبت فيه.
فيما قال مسؤولون أمريكيون -طلبوا عدم ذكر أسمائهم- إن أقل من خمسة أفراد كانوا على متن الطائرة عندما تحطَّمت، وقال أحدهم إن المعلومات الأولية أشارت إلى أن اثنين على الأقل كانا على متنها.
بسبب مشاكل الطقس والمسلحين
قبل إعلان واشنطن انتشال الجثث، صرَّح مسؤولون أفغان الثلاثاء، بأن القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة لم تتمكن من الوصول إلى موقع طائرة مراقبة أمريكية سقطت في منطقة خاضعة لسيطرة طالبان. لم يوضح المسؤولون الأمريكيون عدد الأشخاص الذين كانوا على متنها، أو ما إذا كان هناك ناجون.
مسؤولون أفغان أوضحوا لصحيفةWashington Post الأمريكية، أن سوء الأحوال الجوية والطرق التي تنتشر بها الألغام بكثافة منعت وحدة القوات الخاصة من الوصول إلى الموقع، بعد أكثر من 24 ساعة من الإبلاغ عن الحادث.
وحيد الله كليمزاي، حاكم إقليم غزنة، قال لصحيفة Washington Post الأمريكية عبر الهاتف، يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020: "موقع الحادث غير آمن".
كما أضاف، في إشارة إلى العمليات العسكرية الأمريكية-الأفغانية المشتركة: "حلّقت المروحيات والطائرات بدون طيار فوق الموقع، الليلة الماضية، لكنها لم تستطع الهبوط، نحن نفعل معاً ما في وسعنا اليوم".
من جهتها، أكدت القيادة العسكرية الأمريكية، يوم الإثنين 27 يناير/كانون الثاني، تحطُّم طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية، وهي قاذفة من طراز "E-11A"، وقالت إن السبب "قيد التحقيق"، وذلك وفقاً لبيان صادر عن العقيد سوني ليجيت، المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان.
قال ليجيت إنه "لا توجد مؤشرات على أن الحادث نتج عن نيران العدو". وقال ذبيح الله مجاهد، أحد المتحدثين باسم حركة طالبان، لصحيفة Washington Post، إنّ قوات المتمردين أسقطت الطائرة، لكن تصريحات أخرى لطالبان قالت يوم الإثنين إن الطائرة "تحطّمت".
من جهته قال حميد الله نوروز، عضو المجلس المحلي لغزنة، إن القنابل التي تُزرع على جانب الطريق، التي زرعتها حركة طالبان على الطرق المؤدية إلى موقع التحطم منعت القوات البرية من الحركة، مضيفاً أنه كانت هناك محاولة للوصول إلى الموقع جواً، لكن أُلغيت الليلة الماضية بسبب سوء الأحوال الجوية.
واشنطن تواصل مفاوضاتها مع طالبان
وقع حادث التحطم في وقت تتوقف فيه محادثات السلام بين طالبان والمفاوضين الأمريكيين. وتطالب الولايات المتحدة بتخفيض العنف قبل استئناف المحادثات الرسمية. وقدم قادة طالبان اقتراحاً للحد من العنف في وقت سابق من هذا الشهر.
فقد تسبّبت محادثات السلام في احتدام الصراع في أفغانستان في الأشهر الأخيرة، حيث يسعى المفاوضون الأمريكيون وطالبان إلى تعزيز الانتصارات في ميدان المعركة. ويشمل اتفاق السلام انسحاب الآلاف من القوات الأمريكية من البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 13 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، وفقاً للقيادة العسكرية الأمريكية في كابول. في أوج الحرب في عامي 2010 و2011، كان هناك أكثر من 100 ألف من القوات الأمريكية في أفغانستان.
في وقت سابق من هذا الشهر أسفر انفجار قنبلة على جانب الطريق في مقاطعة قندهار عن مقتل اثنين من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية وجُرح اثنين. وفي العام الماضي، قُتل 20 جندياً أمريكياً في أفغانستان، وهو أعلى رقم للضحايا في السنوات الماضية منذ عام 2014.