بعد الفشل الذي مُنيت به أمريكا في العراق وتحديداً بعد قصف قاعدة عين الأسد من قبل إيران، بدأ ترامب وبمصالح مشتركة مع الصهاينة يبحث عن نصر، كي يشغل الرأي العام الأمريكي عن محاولة عزله، بدأ يتكلم عن صفقة القرن، كي يكسب أصوات الصهاينة في الانتخابات القادمة، وهو مدرك تماماً انه إذا قام بدعم نتنياهو في الانتخابات سيكون له أثر إيجابي عليه في الانتخابات القادمة.
صفقة (صفعة) القرن هذه الصفقة تريد أمريكا تفعيلها في هذه الفترة للتغطية على خسائرها المتتالية في الشرق الأوسط، بعدما خسرت النفط العراقي بعد القرار الشعبي العراقي بإخراجها من العراق، ويتبعه إخراجها من سوريا ومن منابع النفط السورية تحديداً.
الحالة الأمريكية هذه الفترة في تخبط ما بين عزل ترامب من قبل الكونغرس الأمريكي وتحضير للانتخابات القادمة، والضحية هي فلسطين كما هو واضح، وفي النهاية تصفية القضية الفلسطينية التي هي القضية الأساسية في العالم، وهي محور المحادثات والمفاوضات منذ نشوء الكيان الإسرائيلي.
هناك دول كثيرة ستتأثر من صفقة القرن ومنها على الأخص الأردن تحديداً، وبكل الضغوطات الاقتصادية والسياسية على الأردن، بقي الأردن قوياً ومتمسكاً بمبادئه القومية والعربية، وعلى رأسها القدس عاصمة فلسطين وتحت السيادة الهاشمية، وصامد بوجه هذه المؤامرة الكبيرة على فلسطين والشعب الفلسطيني، والأردن رافض تماماً لهذه الصفقة وما يترتب عنها.
لجوء الأردن إلى العالم كي يسانده ويدعمه في قراره برفض هذه الصفقة؛ في السابق اتجه إلى روسيا ووجد آذاناً صاغية من قبل روسيا، واتجه إلى أوروبا وإلى دول مهمة في العالم، وكانت هناك نتائج ايجابية بأنها تقف مع الأردن ضد تطبيق هذه الصفقة، وهذا الوضع الذي يعيشه الشعب الأردني والفلسطيني والعالم لم يكن هكذا على الإطلاق، بوجود رجل مادي مثل ترامب لا يفقه إلا في المال، ويجهل الكثير من السياسات الخارجية التي جلبت لأمريكا عداوة العالم.
سيتم الرجوع إلى ما كان عليه الوضع في السابق وهو حل الدولتين، بما أن إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها من صواريخ حماس أو محور المقاومة، في حال تم الضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بهذه الصفقة، ومن ثم تبدأ مفاوضات جديدة كما كانت في سابق عهدها؛ الاستراتيجية الفاشلة التي تتبعها أمريكا في الشرق الأوسط وتحديداً في قضية محورية ومهمة مثل القضية الفلسطينية، من شأنها أن تخلط الأوراق في العالم بأسره.
الموقف الروسي من صفقة القرن، واضح بأنه لا يمكن اللعب بمصير شعب كالشعب الفلسطيني بهذا الشكل المذل، وما ينتج عنه من قرارات مهمة في حال تم تطبيق صفقة القرن، وهناك دول مهمة وكبيرة مثل الصين وإيران وألمانيا وغيرها لها مواقف وتحفظات من هذه الصفقة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.