دعت السلطة الفلسطينية وحركة حماس، الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، العالم إلى رفض خطة ترامب للسلام التي أصبحت تُعرف بـ "صفقة القرن"، واعتبروها نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، "يريد ترامب تمريرها لحماية نفسها من العزل، ويتمناها رئيس وزراء إسرائيل لحماية نفسه من السجن".
من المقرر أن يعلن ترامب، الثلاثاء 28 يناير/كانون الأول 2020، خطته للسلام التي تمنى من الفلسطينيين أن يعجبوا بها، في حين تغنى بها رئيس وزراء إسرائيل، وقال إنه لن يتنازل عنها.
رئيس وزراء الفلسطيني، محمد اشتية، قال إن خطة ترامب ليست للسلام في الشرق الأوسط، وأكد أنها "خطة لتصفية القضية الفلسطينية، ونحن نرفضها ونطالب المجتمع الدولي بألا يكون شريكاً فيها، لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
أضاف اشتية أن ترامب ونتنياهو يستخدمان الخطة لصرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.
"حماس" من جانبها اعتبرت خطة ترامب "نكبة جديدة" بحق الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم: "صفقة القرن المزعومة عدوان أمريكي إسرائيلي مزدوج على فلسطين، مواجهتها وإفشالها وحماية مصالح شعبنا واجب علينا جميعاً، ومسؤولية الكل الفلسطيني".
يتطلب ذلك، حسب قوله، مواقف وقرارات مسؤولة وشجاعة، تنبثق عن لقاءات قيادية وطنية جامعة تتحمل مسؤولية المرحلة وتبعاتها؛ بإعلان النفير العام.
برهوم طالب أيضاً بـ "تصعيد الفعل الوطني الشعبي والمقاوِم بأشكاله المختلفة في كل أنحاء فلسطين، بالتوازي مع قرارات رسمية مهمة لرئيس السلطة الفلسطينية، مرتكزاتها توفير عوامل ومتطلبات نجاح المواجهة الفعلية للصفقة".
الناطق باسم الحركة الإسلامية طالب السلطة الفلسطينية بـ "إعلان الإنهاء الفوري للتنسيق الأمني مع العدو، وإطلاق العنان لقوى الأمن والشباب والمقاومة لحماية البلاد والعباد، والدفاع عن الأرض والمقدسات".
كما دعا إلى "رفع العقوبات عن قطاع غزة". وطالب برهوم بـ "تحشيد الأمة للوقوف العاجل إلى جانب شعبنا ودعمه، وتعزيز صموده، وتشكيل حالة إسناد له، وتجريم التطبيع مع العدو، والعمل على عزله".
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر الإعلان عن الخطة الثلاثاء، بحضور كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "أزرق-أبيض" بيني غانتس، أبرز منافسي نتنياهو بالانتخابات البرلمانية، في 2 مارس/آذار المقبل.
"صفقة القرن" المزعومة هي خطة تدَّعي واشنطن أنها لتسوية القضية الفلسطينية، دون أن تعطي للفلسطينيين حقوقهم كاملةً المعترف بها دولياً.
تقترح الصفقة المزعومة، وفق مصادر صحفية إسرائيلية، إقامة دولة فلسطينية على أجزاء من أراضي الضفة الغربية، مع منح القدس الشرقية لإسرائيل، وتجاهل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
توافقت السلطة والفصائل الفلسطينية على رفض خطة التسوية الأمريكية، في ظل انحياز أمريكي إلى إسرائيل، من أبرز مظاهره إعلان ترامب، أواخر 2017، الاعتراف بالقدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.