انطلق الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2020، اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا في الجزائر، لبحث آخر تطورات الوضع، دون مشاركة أي من الأطراف الليبية والتي أكد مصدرا دبلوماسيا بأن الجزائر لم توجه أي دعوة لهم.
ما أهمية ذلك بالنسبة للجزائر؟ يتناول الاجتماع الذي يُعقد بمبادرة جزائرية، دعم مخرج سياسي للأزمة في ليبيا في ضوء اتفاق مؤتمر برلين الذي عُقد الأحد الماضي.
الجزائر تسعى لتحقيق الاستقرار في ليبيا من أجل حماية حدودها الشرقية، وهو ما أشارت إليه الرئاسة الجزائرية في وقت سابق تجاه ما يجري من تطورات بليبيا، حين اعتبرت أن "طرابلس خط أحمر ترجو عدم تجاوزه" في إشارة للهجوم المتعثر الذي يشنه خليفة حفتر على طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان 2019، والمدعوم بمرتزقة متعددي الجنسيات.
بدوره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وضع الانخراط "الدبلوماسي" في مسار تسوية الأزمة الليبية على رأس أولويات سياسته الخارجية. وقال في خطاب تنصيبه الشهر الماضي، إن بلاده "لن تقبل بإقصائها من الحلول المقترحة لتسوية الأزمة في ليبيا".
ماذا قالت الجزائر بشأن عدم مشاركة ليبيا؟ نفت الجزائر ما تداولته وسائل إعلام حول دعوتها لما يسمى وزير خارجية الحكومة الموازية الموالية لخليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا.
إذ أكدت المصادر أن الجزائر لم ترسل دعوة لأي طرف ليبي لحضور اجتماع دول الجوار.
حكومة الوفاق ترفض الاجتماع: في وقت سابق أعلن وزير الخارجية الليبي بحكومة الوفاق المعترف بها دولياً محمد الطاهر سيالة رفضه حضور اجتماع دول الجوار بالجزائر بسبب دعوة ما يسمى وزير خارجية الحكومة الموازية.
لهذا السبب ستشارك ألمانيا في الاجتماع: وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس الذي يزور الجزائر الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2020، التحق باجتماع دول الجوار. وذلك لإلقاء كلمة تتضمن مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا الذي احتضنته بلاده.
فيما أكدت الخارجية أن اللقاء يندرج في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر للدعم والتنسيق والتشاور بين بلدان الجوار الليبي والفاعلين الدوليين، من أجل مرافقة الليبيين للدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة، عن طريق الحوار الشامل.
عودة قوية للجزائر: قال مصدر مطلع على الموضوع لـ "رويترز"، إن الجزائر، التي لها حدودٌ طولها نحو ألف كيلومتر مع ليبيا، تعمل على "تحقيق إجماع، لتأمين أكبر فرصة ممكنة للتوصل إلى اتفاق سلام"، في اجتماع مستقبلي مقترح بالجزائر.
الجزائر تحاول العودة بقوة، إذ شهدت خلال الأيام الماضية حركية دبلوماسية حثيثة، حيث استقبلت في ظرف يومين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج مرفوقاً بوفد وزاري هام.
كما استقبلت وزراء الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والإيطالي لويجي دي مايو والمصري سامح شكري.
واتفقت الجزائر وتركيا على ضوء الزيارة التي دامت يومين على "تجنب أي إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء في ليبيا، وبذل كل الجهود لوقف إطلاق النار"، وفق بيان للرئاسة الجزائرية نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
شاهد:
ما الذي يجب عليك معرفته:
- تدخُّلها سيقلب الموازين بليبيا؟ هل تنضم الجزائر لتركيا في دعم حكومة طرابلس عسكرياً ضد حفتر؟
- "طرابلس خط أحمر".. الجزائر تنهي سنوات من الاكتفاء بدور المراقب في الملف الليبي، ماذا يعني ذلك؟
للإطلاع أكثر: