أفادت شركة أمن سيبراني بأنَّ قراصنة إنترنت (هاكرز) صينيين سرقوا بيانات تقنية من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي من حواسيب إسرائيلية. وقال الكاتب المعنيّ بالأمن السيبراني براين كريبس إنَّ شركة Cyber Engineering Services في ولاية ميريلاند الأمريكية رصدت هذا السطو الإلكتروني.
حسب ما أوردته مجلة The National Interest الأمريكية، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2020، كتب كريبس: "يُعتقَد أنه في الفترة بين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2011 و13 أغسطس/آب 2012، اخترق هاكرز يعملون من الصين شبكات حواسيب 3 من كبار شركات التكنولوجيا الدفاعية في إسرائيل، بما في ذلك Elisra Group و Israel Aerospace Industries و Rafael Advanced Defense Systems".
أضاف كريبس: "بالوصول إلى البنية التحتية للاتصالات السرية التي أنشأها الهاكرز الصينيون، استطاعت شركة Cyber Engineering Services اكتشاف أنَّ المخترقين سرقوا بيانات ضخمة من 3 شركات". وتابع: "أغلب تلك المعلومات كانت ملكية فكرية خاصة تتعلق بصواريخ Arrow III، ومركبات جوية آلية، وصواريخ باليستية، وغيرها من الوثائق التقنية في نفس مجالات الدراسة".
تعتقد شركة Cyber Engineering Services أنَّ مرتكبي هذه الفعلة هم "Comment Crew" -أو مجموعة التعليقات- وهي جماعة من الهاكرز يمولها الجيش الصيني. إضافة إلى ذلك، توصلت شركة Mandiant للأمن السيبراني في ولاية فيرجينيا، إلى أنَّ هذه المجموعة تعمل تحت قيادة المكتب الثاني في دائرة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي، الدائرة الثالثة، وتُعرَف باسم حركي عسكري هو "وحدة 61398".
كما تشن "وحدة 61398" حملة شرسة لسرقة الأسرار الأمريكية حتى إنَّ وزارة العدل الأمريكية أدانت 4 أعضاء مزعومين بها في شهر مايو/أيار الماضي. ويظهر في نشرة مكتب التحقيقات الفيدرالي للمطلوبين صورة لرجلين يرتديان الزي العسكري الصيني.
في الواقع، تضر السرقات الأخيرة بالولايات المتحدة مثلما تضر إسرائيل؛ إذ إنَّ Arrow هي منظومة دفاع صاروخية أمريكية-إسرائيلية. والكثير من الوثائق السرية كتبها متعاقدون عسكريون أمريكيون.
إذ تمتلك دولة إسرائيل الصغيرة صناعة أمن سيبراني ضخمة ومجموعة واسعة من الهاكرز ومكافحي الاختراق الإلكتروني الذين تعلموا هذه المهنة داخل الجيش الإسرائيلي. ومن ثم، فإذا تمكنت الصين من اختراق الحواسيب الإسرائيلية فائقة السرية، فستنجح في اختراق الحواسيب الأمريكية، وغيرها أيضاً.
لكن يظل السؤال حول ما الذي ستفعله بكين ببيانات القبة الحديدية من دون إجابة. والقبة الحديدية مُصمَّمة على النحو الذي يسمح لها باعتراض صواريخ الكاتيوشا بكفاءة قبل أن تضرب المدن. لذا، يبدو أنَّ إسقاط الصواريخ الجوالة وقاذفات الشبح الأمريكية يمثل أولوية قصوى للصين.