عادت المواجهات بين قوات الشرطة العراقية والمتظاهرين في العاصمة بغداد، مخلِّفة قتيلين وإصابة عشرات، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2020، في حين لا يزال المحتجون ينتظرون تشكيل حكومة جديدة أو تنظيم انتخابات مبكرة.
حسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، قتل متظاهر ثانٍ، الجمعة، بالرصاص الحي، في اشتباكات بين محتجين وعناصر الأمن قرب "ساحة التحرير" وسط العاصمة العراقية بغداد، وفقاً لمصدر طبي وشهود.
في تصريح لـ "الأناضول"، قال مصدر طبي بدائرة صحة بغداد، إن متظاهراً ثانياً لقِي حتفه نتيجة تلقِّيه رصاصة في الصدر، وإن عدد المصابين ارتفع إلى 32 شخصاً. وفي وقت سابق من الجمعة، أفاد مصدران أمني وطبي، بمقتل متظاهر وإصابة 10 آخرين، في الاشتباكات قرب "ساحة التحرير" وسط بغداد.
بينما قالت وكالة "رويترز"، إن محتجاً توفي بعد إطلاق قنبلة غاز على رقبته مباشرة. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي، قوله إن مخربين هاجموا "الحواجز في منطقة السنك، وقوات الأمن تستخدم الوسائل غير المميتة لمنعهم، منذ ساعات".
مصدر "الأناضول" أوضح أن مستشفيات العاصمة استقبلت أيضاً 32 مصاباً بأعيرة نارية وحالات اختناق، من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأفاد ثلاثة شهود من المتظاهرين لـ "الأناضول"، بأن القتلى والجرحى من المتظاهرين سقطوا على "جسر السنك" والمنطقة المحيطة به وسط بغداد.
بينما أضاف الشهود أن المتظاهرين المرابطين في الجانب الشرقي من الجسر، فوجئوا بعبور قوات الأمن الحواجز الأسمنتية على الجسر والتقدم صوبهم، وهو ما أشعل مواجهات عنيفة.
كما قالوا إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، قبل أن تعود أدراجها إلى الجهة الغربية للجسر، مشيرين إلى عودة الهدوء للمكان بعد انسحاب قوات الأمن.
بدوره، قال المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء الركن عبدالكريم خلف، في تصريح مقتضب للتلفزيون الرسمي، إن "مخربين هاجموا الحواجز الأمنية بمنطقة السنك".
إذ يشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف خلَّفت 504 قتلى وأكثر من 17 ألف جريح، معظمهم من المحتجين، وفق إحصاء لـ "الأناضول"، استناداً إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية.
فقد أجبر المحتجون حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2019، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
يطالب المتظاهرون، أيضاً، باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج، خاصةً إيران، يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.