قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، الإثنين 6 يناير/كانون الثاني 2020، إنه مستعد للإدلاء بالشهادة في محاكمة متوقعة في مجلس الشيوخ لمساءلة الرئيس دونالد ترامب، في تطور مفاجئ قد يعزز موقف مَن يرون ضرورة عزل ترامب من منصبه.
بصفته أحد كبار المساعدين السابقين في البيت الأبيض وشهد العديد من الأحداث التي دفعت مجلس النواب الأمريكي إلى مساءلة ترامب في ديسمبر/كانون الأول، يمكن لبولتون أن يقدم أدلة جديدة على جهود ترامب للضغط على أوكرانيا حتى تحقق مع خصم سياسي له.
كان شهود آخرون في تحقيق المساءلة بمجلس النواب قالوا إن بولتون عارض بشدة مسعى رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب للضغط على كييف خارج القنوات الدبلوماسية العادية. وقال أحد الشهود إن بولتون أشار إلى هذا الأمر بوصفه "صفقة مخدرات".
بولتون عارض قرار ترامب بخصوص أوكرانيا
قال مساعد لمجلس الشيوخ لرويترز إن محققي الكونغرس يعتقدون أن بولتون عارض قرار ترامب تأخير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 390 مليون دولار. وقال بولتون في بيان معد سلفاً: "إذا أصدر مجلس الشيوخ مذكرة استدعاء لطلب شهادتي فأنا مستعد للشهادة".
إذ استغل الديمقراطيون ما أعلنه بولتون وقالوا إنه يعزز من مطالبتهم بأن يدلي بولتون وثلاثة مسؤولين حاليين في الإدارة بشهاداتهم عندما يبدأ مجلس الشيوخ المحاكمة.
بينما قال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ: "إذا عارض أي سيناتور جمهوري إصدار مذكرات استدعاء للشهود الأربعة والوثائق التي طلبناها فإنهم سيوضحون بما لا يدع مجالاً للشك أنهم يشاركون في عملية تستر".
ولديه الكثير ليقوله حول عزل ترامب
في وقت سابق، أشار مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب إلى أن لديه الكثير ليقوله حول تحقيق إجراءات العزل الذي يواجهه رئيسه القديم، ورغم أنه لم يُعرف بعد ما إذا كان سيدلي بشهادته أمام الكونغرس حول ما يعرفه أم لا، فقد يفصح عن معلومات في كتابه المرتقب، وفقاً لصحيفة USA Today الأمريكية.
إذ ذكرت وكالة Associated Press وشبكة CNN نقلاً عن مصادر لم تسمياها أن بولتون عقد اتفاقاً مع دار النشر سايمون وشوستر لتأليف كتاب قد يُنشر قبل انتخابات عام 2020.
وفقاً لوكالة Associated Press، ساعدت الوكالة الأدبية نفسها التي مثّلت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي والمؤلف المجهول لكتاب "A Warning" بولتون في إبرام صفقة بقيمة مليوني دولار.
لكن دون نسيان خلاف ترامب وبولتون
بولتون -مستشار الأمن القومي المتشدد الذي كان في كثير من الأحيان على خلاف مع ترامب وغيره من مسؤولي البيت الأبيض الذين يفضلون سياسة خارجية أقل تدخلاً في شؤون الدول الأخرى- ترك الإدارة في سبتمبر/أيلول 2019.
نشر ترامب تغريدة قال فيها إنه طلب من بولتون تقديم استقالته، وإنه "اختلف بشدة مع العديد من اقتراحاته". وبعد يومين، قال في تغريدة إن بولتون كان "يعيقني" في الواقع فيما يخص التعامل مع الأزمة في فنزويلا.
إلا أن بولتون ذكر رواية مخالفة لرواية ترامب عن رحيله، مشيراً إلى أنه عرض استقالته على ترامب، وأن الرئيس قال له: "لنناقشها غداً".
في الوقت المناسب سيفصح بولتون عما لديه
قال بولتون لصحيفة The Washington Post بعد رحيله: "سأفصح عما لدي في الوقت المناسب"، مضيفاً أن "شاغله الوحيد هو الأمن القومي الأمريكي".
تجدر الإشارة إلى أن اسم بولتون ظهر كثيراً في تحقيق مجلس النواب حول إجراءات العزل في المزاعم التي تقول إن ترامب استخدم المساعدات العسكرية كوسيلة ضغط لدفع أوكرانيا لفتح تحقيقات من شأنها أن تفيده سياسياً.
قال شهود إن بولتون انتقد بشدة هذه المساعي، وقال إنه لا يريد التدخل فيما وصفه بأنه "صفقة مخدرات". ورفض بولتون طلباً للإدلاء بشهادته في التحقيق الخاص بالعزل، وقال محاميه للديمقراطيين بالكونغرس إنه سيقاضي أمر الاستدعاء في حال صدوره. لكن يبدو أنه غيّر رأيه، وأصبح مستعداً للشهادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.